ما حدث في الصويرة يوم السبت، حين دعا أحد الحاخامات علنًا بالنصر لجيش يقود حرب إبادة في غزة، لم يكن مجرد طقس ديني عابر، فقد جلس إلى جانبه رجال سلطة ودين محليين، يوزّعون صمتهم كأنّه إذعان، وكأنهم شهود على حفلة نسيان، بينما يُمنع خطباء المساجد من مجرد الترحم على الضحايا الذين يدفنون في المقابر الجماعية في غزة..
المفارقة صادمة: في اللحظة نفسها التي يُعاقب فيها خطباء مساجد ويعزل أعضاء مجالس علمية لأنهم تجرأوا على الترحم على شهداء فلسطين أو التعبير عن تضامنهم مع أهلها، تُفتح البِيّعٌ اليهودية وأضرحة حاخاماتها لمباركة القتلة ورفع الصلوات لنصرتهم في جرائمهم ضد الإنسانية!
المسألة أكبر من مجرد "كيل بمكيالين"، إنّها عنوان لتحوّل أعمق، يفتح الباب أمام اختراق رمزي وقيمي لمجتمع ظلّ، لعقود، يعتبر فلسطين جزءًا من وجدانه. هذه هي أثمان التطبيع المشؤوم الذي تم تقديمه كجسر نحو المستقبل، لكنه في الحقيقة قنطرة من رماد، تُجرّد الناس من ذاكرتهم وتسلب من المجتمع أبسط قيمه، وتحوّل الصمت والخوف إلى طقس وطني رسمي.
الصويرة لم تخن نفسها، فهي ليست مدينة فقط، بل مرآة لزمن ينهار فيه المعنى، مرآة كسرت صورتنا، والمرآة لا تجرح وجهها، بل وجوه من ينظرون إليها، وما لم نستفق، ستتفتّت شظاياها في أرواحنا قبل أن تتناثر وتدفن كما دفن الآلاف تحت رمال غزة بلا هوية ولا أسماء!
ـ تفاصيل الحدث في رابط الموقع العبري:
https://www.kikar.co.il/haredim-news/morocco-pinto-hillula

Comentarios
Publicar un comentario