يحتفل العالم
باليوم الدولي لمساندة ضحايا الاختفاء القسري كل سنة للتذكير بمعاناة أسر الضحايا
وذويهم وما يقاسونه من آلام نفسية شديدة بسبب غياب أي إشارات حول مصير الضحايا
ومكان احتجازهم والسياقات المرتبطة بوقوع تلك الانتهاكات وامتداداتها.
إن التأثير المضاعف على الضحايا وأقاربهم
وأصدقائهم بسبب ممارسات الاختفاء القسري، وما يخلفه من اثار وخيمة بسبب ما يتعرضون
له من تعذيب وخوف مستمر على حياة ذويهم وفلذات أكبادهم وامتداد التأثير على أفراد
الأسر بجهلهم لمصير أحبتهم، في جو من اليأس وخيبة الأمل بفقدان أفراد عوائلهم، لن
يتراجع ما دام الإقصاء من سيادة القانون والحماية هو الأمر السائد وغياب المساعدة
الفعالة مستمرا، وارتكاب الانتهاكات بشكل ممنهج دون خوف أو خجل من عقاب أو رادع
يذكر.
وسعيا في الانضمام الى الجهود الكونية لمعالجة إشكالية الاختفاء القسري
وتأثيراته القوية على الضحايا والمجتمعات بشكل عام، فإن تحالف المنظمات غير
الحكومية الصحراوية، انطلاقا من ولايته العامة في مجال حقوق الإنسان وسعيه الدؤوب
لتسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة المرتبطة بممارسات شنيعة تحول دون تحديد
مصائر الأفراد والجماعات وتخفي أمرهم عن عوائلهم ومجتمعاتهم، لا يخفي قلقه البالغ
من تعاظم اللجوء الى الاختفاء القسري في منطقة إفريقيا كوسيلة لردع الأصوات
التواقة الى الحرية والديمقراطية والعيش والتطلع إلى غد أفضل تعمه المساواة.
وعلى هذا الأساس، وانطلاقا من تسجيل تحالفنا
لغياب أية إرادة سياسية لدى العديد من الدول الافريقية كالجزائر وجنوب
افريقيا وبوتسوانا واثيوبيا وناميبيا وزيمبابوي وغيرها في اعتماد والمصادقة على
الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، أو الوفاء بالالتزامات
الدولية الناشئة عن الانضمام الى هذا الصك الدولي الهام، فإن الظرفية الدولية
والقارية دقيقة جدا بالقدر الذي باتت بعض الأنظمة السياسية تتخذ من ممارسات
الاختفاء القسري أسلوبا للحكم، وأصبحت تنتعش تنظيمات فاعلية غير حكومية تنشط
وترتكب الانتهاكات الجسيمة بشدة في كنفها.
فلجوء تنظيم
البوليساريو الى التنكيل بالصحراويين وقتلهم وتعذيبهم وتعريضهم الكثير منهم الى
عمليات اختفاء قسري ممنهجة لصدهم عن
التعبير عن تطلعاتهم بالعودة الى أرض الصحراء والعيش في مجالهم وبين عوائلهم بأمن
واستقرار وعيش كريم، واستمرار الحكومات الجزائرية المتعاقبة في حماية ذلك التنظيم
المتصف بممارساته العنيفة في مواجهة المعارضين والاصوات الحرة، والتستر على جرائمه
ذات الصلة بالاختفاء القسري من انشاء المخيمات قرب
مدينة تندوف بالجنوب الغربي للجزائر، يستدعي حشد الجهود لمواجهة تلك الانتهاكات
الجسيمة ورصد وتوثيق ما وقع ويقع بتلك المنطقة وترتيب المسؤوليات وحماية هؤلاء
الأشخاص من تلك التصرفات سواء بتحديد مركزهم القانوني او حمايتهم من الانتهاكات او
ضمان تمتعهم بحقوقهم الواردة في الاتفاقية الدولية لوضع اللاجئين وبروتوكولها
الملحق.

Comentarios
Publicar un comentario