ساركوزي بالسوار الإلكتروني ونتانياهو ماثل امام القضاء ، هل يمكن محاكمة الحكام العرب في بلدانهم ؟ بقلم الصحافي حسن الخباز مدير جريدة الجريدة بوان كوم




شاهد العالم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي مرتديا سوار المراقبة  الإلكتروني على كاحله ، وفوجى العالم العربي بذلك ، فهذا امر مستحيل بالنسبة لنا ولا يمكن تحققه حتى في الحلم .

والسوار الإلكتروني مفروض عليه لضلوعه في تهم فساد ، عندهم لا فرق بين رئيس وغفير ، الكل سواسية امام القانون ، فنتانياهو سيحاكم قريبا مع انه رئيس وزراء حالي ومازال في منصبه .

هذه هي الديمقراطية الحقة التي يفتخر بها الغرب وتميزهم علينا كعرب وكمسلمين ، هم يطبقون الإسلام مع انه ليسو مسلمين ونحن مسلمون ويفترض بنا ان نطبق الإسلام بل نحن اولى منهم بتطبيقه لكن للاسف ، نحن مسلمون بالإسم فقط لكن شتان بيننا وبين تعاليم الإسلام .

الفساد مستشري في البلاد العربية وهو احد اهم اسباب ضعفها وهوانها ومع ذلك تتساهل ولا تعاقب الفاسد وحتى إن عاقبته لا تحجز على امواله التي اصلها من الفساد والرشوة وكل الموبقات .

الجمهورية الخامسة اعطت المثال الحي وكانت بمثابة القدوة الحسنة التي يقتدى بها بعدما طبقت القانون في حق رئيسها السابق وحددت له حيزا جغرافيا لا يتجاوزه لانه مطلوب لدى القضاء .

إسرائيل كذلك كانت تنتظر وقف الحرب لبدء محاكمة رئيس و زرائها الحالي لاتهامه بالفساد وقد مثل امام القضاء وهو كبير المسئولين بالكيان المحتل و سينال جزاءه قريبا .

هذا شيء عادي في كل الدول الديمقراطية ، لذلك فالرئيس عندهم كاي مواطن عادي بل يعتبرونه موظفا عندهم ويشغل ذلك المنصب لخدمتهم وإذا التقاه المواطنون في مكان عام لا يعيرونه ادنى اهتمام لان أي مواطن بامكانه الترشح للرئاسة وإذا كان مؤهلا لذلك سيصبح رئيسا بكل سهولة .

جدير بالذكر ان نيكولا ساركوزي محكوم بالسجن لمدة عام بمنزله  لإدانته بالفساد واستغلال النفوذ ، لذاك فلن يسمح له بمغادرة مقر إقامته معظم الايام  إلا في اوقات محددة ، وبالتوازي مع ذلك فهو يحاكم حاليا على ذمة قضايا أخرى .

ويحاكم ساركوزي بتهمة إرشاء قاضي واستغلال نفوذه للحصول على معلومات سرية بشان تحقيق منفصل في اموال حملته الانتخابية عام 2007 . حيث يتهمه القضاء بتسلم اموال خارجية  من لبيا تقدر بالملايير  ، سلمها له الرئيس الليبي السابق معمر القذافي ، علما ان القذافي نفى هذه التهمة جملة وتفصيلا .

إذن ، طيلة فترة محكوميته سيظل الرئيس السابق مرتديا السوار الإلكتروني وسيظل خاضعا للمراقبة من اجل تقييد حريته وعدم تحاوز محيط بيته الذي سيقضي فيه فترة عقوبته .

هذا شيء عادي بالنسبة لكل الدول الديمقراطية التي تحترم شعوبها ولديها قضاء مستقل نزيه ولديهامؤسسات رقابية لا بتحكم فيها لا الرئيس ولا الوزير ، وهذا سر نجاح هؤلاء وتفوقهم علينا كعرب وكمسلمين .

إذا تمكننا من الوصول لهذا المستوى ، لن تضطر الدول الغربية لفرض التاشيرة علينا وستعاملنا معاملتها لمواطنيها وستصبح لدولنا كلمتها الفصل ، ولن يكون هناك فرق بيننا وبينهم .

هذا امر يسير ، وهو بيد الشعوب ، وقد قال الشاعر ابو القاسم الشابي:

إذا الشعب يوما اراد الحياة 

فلابد أن يستجيب القدر 

ولابد لليل ان ينجلي 

ولابد للقيد ان ينكسر 

والقيد هنا هو بيت القصيد ، فإذا انكسر القيد صارت الشعوب العربية حرة كغيرها من شعوب العالم.

Comentarios