صرخة البداية بقلم: سعيد جديدي ترجمة وتنسيق: الاستاذ أحمد العمراوي

 

 


 

الفصل السادس عشر: تاج من الأشواك 

 


لقد قرأ ذلك بعد سنوات كثيرة، ولكنه يحس أنه يعرفها منذ قرون." يوم القيامة سيساوي وزن مداد العلماء دم الشهداء." فسأل مارتا إن كانت تعرفها أو سبق أن سمعت بها.

-         إنها جملة جميلة، رغم أنها تشاؤمية.

-         تشاؤمية؟ ولم؟

-         ربما بسبب طابعها الجنائزي.

-          أعتقد أنها توضح الأهمية البالغة التي يوليها الإسلام للعلم والعلماء.

-         بالفعل.

-         أتعرفين يا مارتا؟ لقد قال سيدنا رسول صلى الله عليه و سلم أن فضائل العلم أكبر من فضائل العبادة": أفضل شيئين يتمناهما المرء : العلم والإحسان، وشر الاشياء شيئان: الجهل و الغرور.

-         أيضا هذا مهم. إن من تسمونهم أهل الكتاب في العمق لهم نفس الأفكار ونفس التصورات. أتذكر أنه في يوم 24أبريل لسنة 1948، حض البطريرك الماروني أنطون عريضة مسيحيي لبنان بأن" افتحوا بيوتكم وقلوبكم وأديرتكم لاستقبلا ضحايا اسرائيل. إخوانكم وأباؤكم الفلسطينيون.

-         نعم ولكن.

-         لكن دعني أكمل الجملة قالت مارتا غاضبة

-         كنت أريد فقط..

-         لكن، بالله يا حاج؟هل تتركني أكمل أم لا؟

-         أكملي أكملي، قال الحاج احمد بن علي وهو يزيل قبعته الكبيرة و يجفف العرق عن جبينه وعنقه.

لاحظت مارتا بأن ذلك كان علامة على غضبه.

-         أيمكن أن أعرف ما بك؟

-         لا شيء لا شيء، واصلي.

-         لقد نسيت ما كنت أريد قوله.

-         كنت تتكلمين عن البطريرك الماروني اللبناني.

-         نعم، ولكني كنت أريد أن أقول شيئا آخر، في المرة المقبلة.

هز الحاج أحمد كتفيه، ورفع عينيه إلى السماء كما اعتاد على ذلك عندما كان يستعد لقول شيء مهم ثم كررثلاثا:" لا إله إلا الله محمد رسول الله". وكانت مارتا تلاحظه كما لو كانت تريد الاعتذار لما بدر منها و لكن دون أن تقول شيئا.

-         كنت أريد أن أشرح لك مسألة دم الشهداء.

-         و أنا كنت أريد أن أبين تشابه وتماثل وجهتي النظر بين المسيحيين والمسلمين. عندما يرون أن وجودهم المشترك السلمي وقيمهم مهددين.

وبما أن الحوار قد اتخذ ملامح أخرى، فقد تطرقوا إلى مواضيع ومفاهيم أخرى. لم يكن بين الحاج ومارتا حدود. كل الطرق كانت تؤدي إلى التفاهم والتوافق. طريقان مختلفان والتبصر نفسه رغم أن تباعدهما كان مناسبا و ملائما.

-         أعرف أنهم سيقولون لي فيما بعد أنه لكي يكون هناك حوار لا بد من اثنين وإلا كان مونولوجا. ما بيننا يا حاج كان دائما حوارا صالحا و مثمرا.

-         الحمد لله

-         فعلا الحمد لله. لأن مثلنا للأسف لا يوجد منه الكثير، وهذه هي الطريقة الوحيدة للتعايش: ثقافة التسامح.

كان ماء النهر يعكس صورة الحاج، وهو يجدف و جلابيته فوق كتفه. في المقابل كانت هناك صورة أخرى لمارتا  وهي تحمل كتابا في يديها.

-         أعتقد أننا ذهبنا بعيدا.

-         فعلا

-         لنعد

-         يا بسم الله.

كان الحاج يفكر في طريقة ما لكي يقول لمارتا بأنه يتعلم منها الكثير، وفي المقابل يريد أن يغرس في فهمها شيئا ما، بأنه يفهمها جيدا، وأنه يعتقد بأنها كانت نموذجا للاستقامة والحكمة.

من بعيد كانت ترى أطياف لمجموعة من النسوة يسرن محملات وكانت أيضا تسمع أغانيهن.

كان الحاج يحس بالتعب الشديد وكانت مارتا تعرف ذلك .

-         آسفة يا حاج، لا أستطيع مساعدتك.

-         أعتقد أنه السن.

فعلا لقد كان عامل السن...لكي يحب.

لقد كانت المرة الأولى التي قرر فيها الحاج أحمد بن علي أن يفهم كل شيء. فبدأ يقبل ، مع شيء من الفروق الدقيقة، بأن الأمر مع مارتا كان مختلفا...مختلفا كلية.

كان يتعلم كثيرا ويسأل كثيرا، ويكتشف كثيرا. لقد بدأ يتساءل الآن عن أولئك الذين طبعوا حياته وهو صغير، ليس بسبب عبقريته أو صفاته العجيبة، وإنما بسبب غموضه وغرابته. وفجأة شعر برغبة كبيرة في أن يوبخ إنسانا ما بأي سبب ومن أجل لا شيء. فالآن تلك المخلوقات تبدو له شخصيات غريب هاربة من إحدى قصص نجيب محفوظ. فضاع في تفكير طويل وغامض.

-         إلى أين وصلت؟ أيقظه فجأة صوت مارتا الناعم.

-         بما أنك كنت تقرئين فلم أرد مقاطعتك.

-         لحظات سكوتك فيها شيء غريب.

-         شيء غريب؟

-         نعم لأنك ترسم على ملامحك بعض الصور.

-         أهذا صحيح؟. لم أكن أعلم ذلك.

-         بالحديث عن القراءة اسمع هذا: إن هرم خوفو الأكبر والذي يعد إحدى العجائب السبع للعالم القديم وبدون شك كل العصور، كان و ما يزال صندوقا للتنبؤات. في كل يوم يمر، يبوح بسر من أسراره. بعض الباحثين توصلوا بفضل هذا الهرم إلى فك غموض حضارتنا منذ 4000سنة قبل الميلاد وأيضا ما بعد العام 2000.

كان الحاج احمد بن علي يستمع في انتباه، ظل ينظر إلى السماء كما كان يفعل عندما يهمه أمر ما، ثم سأل دون أن يخفض عينيه:

-         متى بني؟

-         بين العام 3100و 2700 قبل الميلاد.

وضع الحاج احمد بن علي المجاديف بشكل جيد ليأخذ طريق العودة عندما سمع تعجب مارتا:

-         إنه شيء مدهش. إنه يخيفني.

-         " حماقات أخرى" فكر الحاج دون أن يجيب عن تعجبها.

-         اسمع هذا يا حاج، قالت له مارتا دون أن ترفع عينيها عن الكتاب.

-         أتريدين العودة يا مارتا؟ سألها الحاج أحمد كما لو كان يود تغيير الموضوع.

-         يبدو أن الأمر لم يرق لك.

-         بالطبع نعم. لكني سأسمع و أنا أجدف للعودة، ما رأيك؟

-         أتريد سماع هذا أم لا؟

-         لقد قلت لك، أن نعم. أجابها الحاج أحمد بن علي وهو يناور بالمجاديف من أجل العودة.

-         في هذا الهرم طبع تاريخ غشت 1953.

-         صحيح؟ ولم؟

-         طيب، في الحقيقة أنا احكي لك ذلك يا حاج لأن فيه ذكر للمغرب.

-         أنا الآن لا أفهم. لا أتابع كلامك. لكن ما علاقة هرم في مصر بالمغرب؟

-         بالطبع هناك علاقة.

-         مثل ماذا مثلا؟

-         أتعلم أنه في سنة 1953، ذلك التاريخ المنقوش بدقة في هرم خوفو لم يقع شيء على الإطلاق في العالم باستثناء المغرب(ودول أخرى قليلة). حيث كانت هناك ثورة، تبعها كما تعلم نفي السلطان محمد الخامس. و في إيران بسقوط مصدق.و..

-         أمر مهم، مهم جدا. صاح الحاج أحمد بن علي، الذي ترك التجديف ليعرف أكثر.

-         أرأيت دائما هناك أشياء مهمة، دائما هناك أشياء يمكن أن نتعلم منها أو نكتشفها.

-         هذا رغم أنه أسطوري فإنه أكثر من شيء.

عاد للنظر في السماء ثم قال: يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر.

-         من هو النهر و من هو البحر؟ سألته مارتا دون أن تزيح نظرها عن الكتاب.

-         نحن في النهر، أليس كذلك.

-         لكن لم نكن قط في البحر.

-         ما يدل على أننا لن نكون فيه أبدا.

-         ربما

-         أنت يا مارتا، أينما كنت، في البحر كما في النهر، دائما أنت حكيمة و أنا أحسدك

-         لكني راهبة. بالنسبة لك ولأهلك،  فأنا نصرانية.

-         كثير من القبائل النصرانية كانت لها عهود مع الرسول محمد صلى الله عليه و سلم. واحترموها حتى النهاية." لا أعبد ما تعبدون، ولا أنتم عابدون ما أعبد، ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين."

-         أهذا قرآن؟

-         نعم سورة الكافرون.

-         نفس الشيء بالنسبة لنا. هناك ميثاق غير مكتوب بيننا نحن الاثنين، وأعتقد أننا نحترمه بطريقة رائعة.

-         هناك تشارك في الأفكار.

-         تشارك؟

-         نعم أعتقد ذلك.

-         ماذا تقصد بقولك: أعتقد ذلك

-         أعتقد بأن، فليسامحني الله، المسلمين الجيدين والمسيحيين الجيدين واليهود الجيدين ينتمون إلى نفس العقيدة، والأشرار من الديانات الثلاثة ينتمون إلى نفس العقيدة. إنه نفس التصور عن الخير والشر.

-         اسمع يا حاج، أنا مثل هنري كوبنيك كما قال في كتابه: الخوف الكبير من سنة 2000، أعتقد بأنه مبالغة. كما تفعل الأغلبية المطلقة من السلطات الكنسية وجزء كبير من رجال الدين. ليس لكي أعجبك أو لكي أصطف إلى جانب ما تعتقده أو تقوله، أنا لا أعطي أهمية كبيرة "للعهد القديم" وتنبؤاته لأنه يعطي أهمية غير محسوبة وتقريبا خاصة لشعب إسرائيل وكما أكد ذلك كوبينيك بشكل صائب:" أي تشنج سببته أو تسببه أو يمكن أن تسببه دولة إسرائيل، سيكون من الوقاحة اعتبار أن  ذلك سيكون له تأثير على الإنسانية جمعاء".  وكما يلاحظ المؤلف في الفصل المخصص للتنبؤات في العصور المتأخرة، ف 14 مليون يهودي من داخل أو خارج الهوية الصهيونية، يُفضَّلون على أكثر من 4000مليون روح من مختلف الأعراق والديانات في العالم.

كان الحاج أحمد بن علي يستمع بانتباه شديد، كان يحاول أن ينظم أفكاره. ولم يكن يجرؤ على مقاطعة خطاب مارتا، غير أنه لم يفهم كثيرا. كان يحاول أن يجمع حروف هذه الكلمات المتقاطعة. لكنه كان يعي بأن ذلك كان مهما جدا." كل ما تقوله هذه المرأة مهم، تبدو كأنها من كوكب آخر. هكذا فكر دون أن يجرؤ على قوله.

كانت مارتا ما تزال تقرأ الكتاب، بينما اكتفى الحاج، تائها وسط غموض عدم الفهم، بملاحظة شفاهها." ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا." هكذا ردد الحاج احمد بن علي في صمت. كان يشعر بأن المجاديف ثقيلة. وكان متعبا جدا. ولم يكن الأفق يظهر له، لكن بالتأكيد كان تظهر له علامات الشيخوخة.

وفجأة رفع رأسه، تنفس بعمق ثم سأل مارتا:

-         هل يمكنك أن تعيريني هذا الكتاب ليومين؟

-         بكل فرح، سأعطيك إياه، لكن أنبهك إلى أنه يجب عليك أن تأخذ دروسا مكثفة في الفرنسية إذا أردت قراءته.

-         الفرنسية؟ هذا ما كان ينقص

-         انظر، ثم أشارت له إلى المقدمة. إنها بالفرنسية.

-         لم أكن أعرف أنك تقرئين الفرنسية.

-         تقريبا هي إسبانية.

-         في هذه الحالة ، قال الحاج أحمد بن علي بابتسامة عريضة، سأكتفي بالثقافة الشفهية.

-         وما هذا؟

-         ما أتعلمه منك. أجاب الحاج وهو يبتسم.

-         على أي حال. أنا تعلمت منك الكثير والكثير جدا، دون أن أعرف قراءة أو كتابة العربية.

-         شكرا سيدتي.

-         لا. في الحقيقة فما تسميه ثقافة شفهية له القيمة نفسها التي للثقافات الأخرى أو أكثر.

-         حينما لا تكون هناك وسيلة أخرى. قاطعها الحاج أحمد قبل أن يسأل: بالمناسبة في المرة الأخيرة كنت تحكين لي أشياء عن إسرائيل وعن اليهود، وقلت لي بأن نوستراداموس(طبيب ومنجم فرنسي توفي سنة 1566و اسمه ميشيل دو نوتر دام) لم يكن مسيحيا.

لم تجبه مارتا، فتوقف الحاج أحمد عن التجديف. في انتظار الجواب الذي تأخر.

-         هل ستجيبينني؟

-          أتساءل لم هذا السؤال العنيد؟

-         سأقوله لك فيما بعد.

-         بالفعل، فلقد كان متحولا إلى الكاثوليكية. كان أبوه يسمى ابراهام سالومون ثم غير دينه. يقولون بأن ذلك كان فقط من اجل إرضاء سيده، الملك روني  إذ كان طبيبه ومستشاره.

-         إن ذلك قمين بالانتهازيين. تغيير الدين من اجل..

-         أحيانا لا يكون هناك بديل.

-         عندما يتعلق الأمر بالدين دائما هناك بدائل.

-         أنت مسلم جيد يا حاج.

-         و أنت مسيحية جيدة يا مارتا، ولكن نحن –الاثنين- نعرف أن الآلاف  بل الملايين كانوا يفضلون الموت قبل تغيير دينهم مقابل القليل و مقابل لا شيء.

كان مسار الرحلة  يبدو بدون نهاية، لكن الحاج أحمد بن علي، كان يحس بأنه أقل من ذلك. لقد أيقظت فيه مارتا وكتابها بعض إحساساته و فضوله. كان على وعي بأنه سيتحول إلى سجين ورهينة للعلم والمعرفة وأيضا ،ربما ، للحب، رغم انه لا يعترف بذلك.

كان وجه مارتا متألقا. في عينيها اللتين تحولتا حسب أحمد بن علي إلى مرآة عاكسة، كان ينعكس سراب شيء لم يكن موجودا." إنها الشاطئ، إنها النجاة، نجاتي". هكذا فكر قبل أن يواصل:" فليسامحني الله".

كانت حربه الأبدية ضد أفكاره الشخصية.  

كان الحاج احمد بن علي يعرف بصدق بأن كل ما كانت مارتا تقوله له معنى آخر.  كانت تقول:" إذا حللت كل شيء، فلن يفقد". كانت ثقته في مارتا تجعله يحافظ على مضادات جسمه الخاصة كما كان يقول.

-         ما اسم كتابه ماريتا؟ قرون؟

-         "قرون"، وهو بالانجليزية وليس بالاسبانية كما نطقته. أجابته مارتا.

-         أعتقد، لو كنت أذكر جيدا، أنك قلت أنه تحدث فيه عن المغرب أو كان يقوم بتنبؤات حوله؟

-         طيب، ليس بالضبط. كان يقوم بتنبؤات حول الكاثوليكية وبالضبط حول المسيح الدجال.

-         والمغرب؟

-         طيب، إن الأمر معقد بعض الشيء نظرا لطابعه الميتافيزيقي. انظر: في مقطع المسيح الدجال السابع، هناك أمير عربي سيغزو فلسطين ومن ثم سينطلق نحو اوروبا في جزئها المتوسطي.

-         لكنه، لا يحدد بالضبط إن كان الأمير العربي مسلما، مسيحيا أو يهوديا، لأن لفظ العربي بالإضافة إلى كونه غامض، فهو مبهم لأنه غير محدد. في العالم العربي يعيش المسلمون وأيضا المسيحيون و اليهود، وحتى الدروز وديانات أخرى منحرفة عن الإسلام أو المسيحية.

-         أعتقد انك على حق يا حاج. نوستراداموس لا يحدد ذلك. بل توقف عند ذكر المسيح العربي الدجال السابع.

-         وهذا ما يشير إلى أن الأمر يتعلق بمغالطة.

-         ربما. قليل من الناس من يصدقه. وبالفعل لا شيء مما كان قد تنبأه وقع.

كان الحاج احمد بن علي يشعر بالفخر. وأخيرا شكلت واحدة من أفكاره قاعدة لمراجعة المعارف التي تمتلكها مارتا. "دائما يجب علينا أن نتبين المصادر".كما كان يقول، مرددا قوله تعالى": يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".

-         قلت لك ذلك بالنظر إلى الوضعية في فلسطين وفي بلدان عربية أخرى أيضا يجب أن نقول كل شيء: إنها الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام بواسطة الصهيونية والامبريالية العالمية.

-         يا رجل، يا حاج، لم أكن أعرف أنك ثوري لهذه الدرجة.

-         لست كذلك يا امرأة. كما يقول المثل الاسباني: من لا يشك لا يعرف شيئا". وكنت أنت التي تعيدين ذلك مرات عديدة.

-         إنك ثوري بذاكرة جيدة.

-          ربما، إن كان الأمر يتعلق بثوري سوقي. اسمعي يا مارتا: أنا مسلم جيد، وهكذا أفهم ديني. أن يزعم احدهم أن المسلم هو المسيح الدجال فتلك وقاحة. نحن المسلمين نعتبر أن المسيح نبي، وأن المسيح الدجال هو عدو الجميع بمن في ذلك اليهود والنصارى. وبأنه سيبعث ليعيث في الأرض فسادا أخلاقيا و دينيا.

-         يا حاج يا حاج..أنت عبقري.

-         لا يا مارتا. أنا مسلم بسيط يتبين المصادر كما يأمر بذلك القرآن. في الواقع لقد.استمعت لك بانتباه شديد، إنه أمر مهم أن تعرف في ما يفكر فيه الجار . أقصد في ما يتردد في فهمه.

-         أنت على حق. استمع لهذا: كتاب " قرون" يؤكد أن سكان شمال إفريقيا، حاليا المغرب العربي، سيتعاونون مع المسيح الدجال باستثناء سلطان المغرب لمدة طويلة.

-         أرأيت؟ فرق تسد، التونسيون والجزائريون والليبيون والموريتانيون والمغاربة كلنا إخوة. التحالف مع الدجال عبارة عن هراء. وأعتقد أنه أيضا لا يحدد السنة.

-         لا. هناك تاريخ مضبوط.

-         أي تاريخ؟

-         1973

-         لنر الأمر..قال الأعمى، هكذا علق الحاج أحمد بن علي وقبالته قهقهة لمارتا التي لم يسبق لها أن رأت الحاج متألقا ومصارعا كما هو الآن.

أغلقت مارتا الكتاب، اغترفت غرفة ماء من النهر بللت بها وجهها و عنقها، بينما كان الحاج أحمد بن علي يجدف بقوة وإصرار، وهو يردد في إيقاع تقريبا: نوستراداموس نوستراداموس..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Comentarios