تعطيل دور الصحافة في الحصول على المعلومة بقلم المختار الغربي



     في إطار زيارة وفد لمقاولين بلجيكيين لطنجة في مثل الشهر من السنة الماضية 2017، وفي إطار زياراتهم ولقاءاتهم، وبعد استشارة مدير المركز الجهوي للاستثمار بطنجة من طرف مساعديه، أخبرني مساعده بأنه ليس مسموحا لأي صحفي حضور اللقاء. والحالة أنني كنت مدعوا بإلحاح من طرف المسؤولة عن الوكالة البلجيكية التي  على تنظيم زيارة الوفد البلجيكي لاستكشاف فرص الاستثمار بطنجة ولقاء الفاعلين الاقتصاديين بها.

    مشروع الحكومة حول الحصول على المعلومة تعتريه عدة نواقص وقد وضع أساسا لكى لا تخرج أية معلومة من أية جهة، بل، يمكن تأويله بأنه وضع عراقيل كثيرة ووضع أسبابا لحماية كل المسؤولين عن تقديم المعلومة لكى لا يوفرونها لأى أحد ولأية جهة سواء في شقها الإعلامي أو العادي.

    المعلومة اليوم أساسية لكل الإعلاميين، فماذا يخبئ رئيس المركز الجهوي للاستثمار بطنجة في لقاء عادي مع مستثمرين محتملين حتى لا يسمح لصحافي بمتابعة نشاط وفد أجنبي يبحث عن فرص للاستثمار وقد كان حريا به أن يفسح المجال لي كصحافي للتنويه وإبراز المساعدات التي تقدمها الإدارة للباحثين الأجانب عن فرص الاستثمار، وكان هذا الأمر سيعود بالنفع على المركز وعلى خطاب الادارة.
     المشكلة أن جريدتنا التي كنت سأنشر فيها متابعتي لنشاط الوفد البلجيكي تصدر باللغة الاسبانية، بمعني (إذا ركبت رأسي) وكتبت عن التصرف الأرعن لرئيس المركز فان الأجنبي سيتخوف من كون الإدارة منعت صحافيا للقيام بمهمته الإعلامية، وبالتالي ستكون دعاية سيئة لنا جميعا كمغاربة، لأن الاستثمار يجلب العملة ويوفر فرصا للشغل.

   أقرب وأوضح مثال في هذا الموضوع وقع لي أمس الجمعة 19 اكتوبر في لقاء كبير ومهم نظم بمدينة طنجة حول السياحة في جهة طنجة تطوان الحسيمة، هذا اللقاء، الذي تم تنظيمة بتعاون بين وزارة السياحة والمجلس الجهوي للسياحة بالجهة، حضره فاعلين أساسيين  من القطاع وضيوف أجانب من عدة دول. على مستوى الحضور كان اللقاء ضخما، أما على مستوى التنظيم والتواصل فقد كان فاشلا.
      كصحافي مهني، يهمني تقديم مادة مفيدة ومعلومات مفصلة، طلبت الملف الصحافي للاطلاع على المعطيات والتفاصيل المتعلقة باللقاء ولائحة الضيوف والبرنامج العام، لكنني صدمت بأنه ليس هناك مسؤولا عن التواصل وليس هناك لا ملف صحفي ولا هم يحزنون، كل ما لديهم كيس ورقي فارغ يضم فقط برنامج اللقاء في صفحتين، وهو غير متاح للجميع، لأن من أشرفوا على استقبال الضيوف والمشاركين أفهموني بأن الكيس وبرنامج التدخلات مخصص لأشخاص تضمهم لائحة محددة بالأسماء، بالتالي، ورغم تمكينهم لي من شارة الحضور والمشاركة، فإنني غير معني بالحصول على أية معطيات أو معلومات ومن ضمنها برنامج اللقاء.
    أكثر من هذا، هو أنني علمت بأن الجهة المنظمة تتعامل بأريحية وتقديم تسهيلات وامتيازات معينة لأشخاص وصحف وصحافيين مختارين بعناية، بالأخص من الصحافة الفرنكوفونية. 
    من الواضح أن هذه التصرفات ليست معزولة، فلدينا قصص غريبة عن علاقة بعض الجهات مع نوع خاص من الصحافة والصحافيين.
  

Comentarios