غباوة وبلادة رجال بلدي بقلم المختار الغربي




اليوم قررت أن لا أتجول في الصحافة الدولية، بالأخص الاسبانية والفرنسية، مخافة أن أجد ما يعكر صفو الدهن والعقل بسبب التقارير السوداء التي تنشر حول أحوالنا البئيسة والمتردية.
أخجل من قراءة تعليقات ومقالات وتحليلات حول غباوة وبلادة رجال بلدي. أخجل من أن أجد فيها ما يهينني ويمس بكرامتي كمواطن مغربي.
بالتأكيد الصحافة الدولية تجد مادة دسمة ومثيرة في أحداث المغرب..
بعد اليوم لن يسيئني ما سيكتبونه عن بلدي في الخارج. الأجانب من حقهم أن يضحكوا ويسخروا منا، فنحن الذين نعطيهم الأسباب ليفعلوا ذلك ونقدم لهم عوراتنا وسوئاتنا بالمجان وعن طيب خاطر.
حتى ذلك الاستقرار الذي يسوقونه ويبيعونه للخارج بدأت الشكوك فيه بأنه مفتعل كرداء يختبئ تحته مجموعة من ألأغبياء والبلداء.
أمس قرأت ملخصا لتقرير أسود للبنك الدولي حول الفوارق المهولة بين أطفال المغرب، بين أبناء الفقراء وأبناء الأغنياء. تقرير لو كان في هذا البلد رجل رشيد لأعادنا إلى زمن العمرين، عمر ابن الخطاب وعمر ابن عبدالعزيز. ولو كانت لنا حكامة جيدة لتم الإعلان عن حالة استنفار في المجتمع المغربي، اعتبارا لكون أطفال المغرب هم مستقبله ومستقبل تنميته.
مخجلة جدا المعطيات الصادمة التي جاءت في هذا التقرير الدولي المعزز بالأرقام والذي تم تقديمه منذ أسابيع قليلة هنا في المغرب. قدمته مسؤولة أمميه علانية وجهرا في لقاء عام.
أغنياء المغرب ولصوصه وسياسيوه يدفعون بأولادهم ليسحقوا أولاد الفقراء وينشرون مظاهر راهنة ومستقبلية من التخلف والانهيار.


Comentarios