لماذا لا يحتفي المغرب بانتصاراته التاريخية الخالدة



الصديق حسن الزكري كتب التدوينة التالية:

"لماذا لا يحتفي المغرب بانتصاراته التاريخية الخالدة كما تفعل تركيا؟ معركة الزلاقة.. معركة الأرك.. معركة وادي المخازن.. معركة أنوال.. كلها معارك ما أجدرها أن تكتب بماء الذهب على صفحات تاريخ المغرب..وهي التي جعلت للمغرب قيمة و مكانة بين أمم العالم، و كان حريا بالدولة المغربية أن تقيم الاحتفالات وتنظم المهرجانات كي تذكر هذه الأجيال بهذه المفاخر، و ذلك حتى يعرفوا أن المغرب كانت له قيمة فيما مضى، و انه كان فاعلا على الساحة الدولية، و ليس مفعولا به كما صار حاله الآن".

تعليق المختار الغربي

      هذا لن يحصل أبدا. من يدبرون شؤون المغرب يعتقدون أن كل انتصارات المغرب بيد الوجوه الحالية، وأن كل احتفال بأمجاد الماضي سيغطى على وجودهم ووجوههم.

    سياسة التعتيم على بعض مظاهر الأمجاد المغربية ليست وليدة اليوم، بل هي من أساسيات الاستبداد منذ ستين سنة، ولكم أكبر وأقرب مثال معارك أنوال الخالدة وبطلها محمد بن عبدالكريم الخطابي الذي لا يريد أحد من المسؤولين أن يتذكره أو يحتفل به أو يكرمه.

    من جهة ثانية، أكثر من 90 في المائة من الذين تناوبوا على حكم المغرب وتدبير شؤونه منذ 60 سنة إلى اليوم لا يعرفون تاريخ المغرب، بل الأفدح والأسوأ من ذلك لا يعرفون من تاريخ الصحراء المغربية إلا ما يلقن لهم في مهامهم الرسمية بأن الصحراء مغربية وكفي. 

       من جهة أخرى، وخلال الستين سنة الماضية لم يبرز من بين حكام المغرب أي مفكر أو باحث أو مؤلف قام بالتأليف والكتابة البحثية والفكرية والفلسفية والعلمية في أي شأن من شؤون المغرب، إلا عدد قليل لا يتجاوز الثلاثة أو الخمسة في أحسن الأحوال، والباقي كانوا مجرد انتهازيين ومخربين وفاسدين، وفي بعض الحالات كانوا بمثابة وفي مستوى قطاع الطرق.


Comentarios