الحقائق المغربية بدون صباغة بقلم المختار الغربي



    قبل 15 سنة سجلت الكثير من الوقائع والحقائق في كتابي "حفريات من زمن اليأس"، وجاء خطاب الملك للسنة الماضية ليؤكد ويؤشر على كل ما سجلته ودونته وكتبته.

    لماذا لم يتم تدارك الأمر منذ البداية وقد كنا ننادي بربط المسؤولية بالمحاسبة وكانوا يقولون لنا بأننا تيئيسيين.

    اليوم تم رسميا الإعلان عن فشل كل التصرفات الطائشة التي قام بها كل المسؤولين والحزبيين والبرلمانيين والوزراء، بل أكثر من ذلك تمت الإشارة إلى أن كل المصائب كانت بسبب الخيانة، وهو ما كتبت عنه عشرات المقالات والتعليقات وسميت الأمور بمسمياتها: نعم، كانت هناك خيانات للأمانة.

    في مرحلة ليست بالبعيدة من تاريخ المغرب، كان هناك خطاب يقول بأن هذا البلد بدأ انتقالا ديمقراطيا، وقبل ذلك كان (براحوا) الإعلام الرسمي يقولون بأن المغرب بالفعل يعيش ديمقراطية سموها (الديمقراطية الحسنية). لكن منذ سنوات ليست بالبعيدة لم يعد أحد يتكلم عن أي نوع من الديمقراطية ولا أي انتقال ديمقراطي ولا هم يحزنون.
 فقط يقولون بأن الملك هو الذي يحكم وهو الذي يخطط وهو الذي يعطي التعليمات والتوجيهات للتنفيذ، والباقي مجرد كومبارس بدون مهمة.

    الآن ما هو ثابت أن الجميع من من لديهم النفوذ أو من من يسعون إليه لا يهمهم من الأمر شيئا، هم فقط بعضهم يحصد والآخرون ينتظرون دورهم.

    أتحدى أي من الذين يقولون أو يعتقدون أنهم يفهمون في شؤون المغرب أن يفسروا لنا ما هي الوضعية الحقيقية في البلد. بالضبط لا أحد يستطيع فعل ذلك أو المغامرة بقول الحقائق كما هي، لأن اللبس والغموض هو السياسة الحقيقية التي تمارس في المغرب على يد سحرة وحواة يتلاعبون بالجميع، وهذا الجميع يعرف بأنه متلاعب به، لكنهم يدارون ويتلاعبون هم كذلك، فالأمر من قبل ومن بعد مجرد تجارة سياسية ومصالح متبادلة وأمراض يتم مداواتها بالريع والصمت والرضى وغير ذلك من (الخصوصيات المغربية)...


Comentarios