[‎مرصد الشمال لحقوق الانسان‎] ‎‫أرضية المائدة المتسديرة :‬‎




قبل أقل من شهرين انطلقت عبر صفحات التواصل الاجتماعي حملة لمقاطعة
 منتوجات لثلاث شركات رئيسية في مجال الماء والحليب والوقود كأسلوب احتجاجي حضاري على غلاء الأسعار وللعلاقة الملتبسة للمال بالسلطة. وقبل أن تبدأ الشركات الثلاث في عد خسائرها التي تعد بمئات الملايين من الدولارات. انطلقت حملة ثانية احتجاجا على غلاء اسعار السمك بالأسواق المغربية. لكن هذه المرة كانت بداياتها من البادية، وبالضبط من مناطق ظل صوتها لسنوات خارج معادلة التنمية بسبب ورقة " القنب الهندي " التي استعملتها الدولة للضبط والقهر، اذ يبلغ عدد المبحوث عنهم بسبب تهمة زراعة القنب الهندي، حسب احصائات رسمية، بعشرات الآلاف. 

لكن لا يمكن قراءة ما تعرفه حملات المقاطعة من دينامية سوى باعتبارها سيرورة لحركة 20 فبراير التي كان من أبرز شعاراتها محاربة الفساد، وما عرفه المغرب بعد ذلك من حراكين سلميين بكل من الحسيمة وجرادة. 
وفي ظل انتهاج السلطات لنفس المقاربة الامنية مع جميع الانتفاضات والاحتجاجات القائمة على الاعتقال والقمع عوض الحوار والانصات الى نبض الشارع، والاستمرار في الانفعال عوض الفعل. يعتزم مرصد الشمال لحقوق الانسان تنظيم مائدة مستديرة انطلاقا من اشكاليات عدة اهمها: هل تعرف البادية المغربية تغيرا اجتماعيا ؟ هل النظريات الاجتماعية التي اهتمت بالبادية المغربية لا زالت قادرة على فهم وتفسير تلك التحولات؟ ما مصير الدينامية التي تعرفها المنطقة في علاقتها بالحراك الاجتماعي والثقافي الذي يعرفه المغرب؟ هل المقاربة الأمنية قادرة على الحد من الانتفاضات الاجتماعية؟ أي دور لمؤسسات الوساطة التقليدية ؟ وما مستقبل الحقوق والحريات في ضوء المقاربة القمعية ؟

Comentarios