CON ACENTO MARROQUI يقدم كتاب حفريات من زمن اليأس للمختار الغربي



للذين لم يتمكنوا من الاطلاع على الكتاب، ننشر تباعا المقالات التي يتضمنها كما صدرت في حينه وحسب تواريخ نشرها

تضامنا مع الرئيس صدام حسين
مع أسمى عبارات التقدير والاحترام
في أول وأكبر خروج إعلامي للذي عينه الجيش الأمريكي «رئيسا لجمهورية العراق»، أفاد هذا القادم من دهاليز المخابرات الأمريكية بأنه كان عازما على عدم الانخراط في الشأن السياسي ولكنه غير موقفه بعد مشاهدته لبرنامج تلفزيوني عن رئيس العصابات الصهيونية السابق نتانياهو الذي قطع دراسته الجامعية ليلتحق بإحدى جبهات الغزو اليهودي للدول العربية وزيادة في التوضيح قال :
«لقد تأثرت بموقف نتنياهو وتساءلت مع نفسي ما الذي يجعل هذا الشباب الجامعي يضحي بمستقبله من أجل وطنه إسرائيل، ومن يومها أخذت عهدا على نفسي لإقامة نظام عراقي يحبب العراقيين في وطنهم كما فعل الرئيس نتنياهو».
أعترف أني صدمت وصعقت وارتجفت من هذا الكلام الذي لم أجد في القواميس ما يعبر عنه من مفردات تليق به وما يختزنه من وضاعة وقلة حياء وخسة ودناءة، هذا الكلام المشحون بالعمالة وحب العدو والهيام بالأجنبي، ولن تسع الآلاف من الأوراق شرح وتفسير مضامينه المعبرة عن مرض عقلي ونفساني مركب أكثر وأعمق جنونا وهلوسة مما هو معروف.
إن هذا التصريح الذي جاء في شكل إفادة خاصة على هامش حوار أجرته معه إحدى الصحف العربية المعروفة بتوجهاتها المعاكسة لكل ما هو عربي وإسلامي والداعمة لكل ما هو أمريكي وصهيوني يحمل في طياته ملخصا مفيدا لما هو عليه حال «العراق الشامخ» وما سيكون عليه في الآتي من المستقبل.
إن الكتابة في هذا الموضوع والتعليق على هذا التصريح وتشريح الأوضاع في العراق سيكون بالتأكيد بقلم مغموس في محبرة مدادها دم قاني، وبنفس مكسورة الخاطر وأعصاب مشدودة الأوتار، ومع هذه الحالة سنبقى مرغمين على لعق جراحنا وسيبقى الآخرون من طينة «هذا الرئيس الشيخ» سادرين في غيهم ولن يتوبوا وهم على طريق أسيادهم سائرون وبتعليماتهم مهتدون، فما الفائدة؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولنعد للسيد صدام حسين رئيس الجمهورية العراقية. مما لا شك فيه أنه ارتكب أخطاء كثيرة لكن ليس بالقدر الذي هم  عليه آخرون ومنهم أعداءه وهم كثر في الداخل والخارج، والذين كانت أهدافهم أكثر سوءا وخسة، منها المدفوعة بالحقد على دين وثرات الإسلام، وعمق الأصالة والحضارة وتجذرها في التاريخ البعيد لهذه الأمة، ومنها المدفوعة بمرض العمالة للأجنبي وخدمته مقابل دولارات ومناصب تافهة.
انظروا ماذا فعلوا بالعراق ومن هم الذين يقبلون أيدي أسيادهم ويزحفون تحت أرجلهم ويتشبهون بمجرميهم الملطخة أيديهم بدم الأبرياء والضحايا من الأطفال والنساء والعجزة والجاثمين على خرائب ديارهم وبساتينهم ومزارعهم وأراضيهم.
ولماذا صدام حسين وحده يؤدي الثمن في أرضه وأولاده؟ كيف نرضي بإهانتهم على هذا النحو الفظيع الخالي من كل إنسانية ونتفرج على المأساة الماثلة أمام أعيننا بالذم والشماتة؟.
هل نتكئ مرة أخرى على مرجعيتنا الدينية لنقنع البعض بأن هذا الذي يجري حرام والصامتون عليه كالشيطان الأخرس.
لقد كان بودي الرجوع إلى هذه المرجعية وتحليل ذلك الذي قاله من يسمونه رئيس العراق وتشريح حقيقة مأساة العراق والعراقيين وكل المحسوبين على العروبة والإسلام والعرب والمسلمين.
ولكن؟ ما الفائدة إذا كان هذا الرئيس المزيف لا يقرأ التاريخ ولا يعرف ما يتعلق «ببلده» ولم يجد فيه بطلا واحدا يتشبه به إلا يهودي وصهيوني مجرم مثل نتنياهو.
وكان الأحرى أن يتعلم من صدام حسين نفسه بوقوفه في وجه أعداء الإنسانية, ولم يخضع ويركع لهم وكشف عن سوءاتهم وفضح سوء نيتهم.
صحيح إن الطيور على أشكالها تقع.
طنجة 10\7\2004


Comentarios