CON ACENTO MARROQUI يقدم كتاب حفريات من زمن اليأس للمختار الغربي الجـــــــــــزء 52



للذين لم يتمكنوا من الاطلاع على الكتاب، ننشر تباعا المقالات التي يتضمنها كما صدرت في حينه وحسب تواريخ نشرها



ذلك الأمريكي البشع ...
من الصور الفريدة التي نشرتها الصحافة الدولية حول مظاهر التعذيب والإذلال التي مورست على السجناء العراقيين في مقرات الاعتقال الخاضعة للاحتلال الأمريكي, واحدة تعبر عن أعقد مشكلة يعيشها الأمريكيون مع ذواتهم ويفرغون بسببها شحناتها على الآخرين, بل وبسبب هذه المشكلة بالذات, يتعايشون مع حالة مرضية تنم عن الإحساس بالدونية عن بقية البشر, وهي كونهم مسكونين بماضيهم الذي أهرقت فيه كثير من الدماء, قبل أن يسْتتِبّ لهم الأمر على أشلاء الهنود الحمر, سكان أمريكا الأصليين.
الصورة المشار إليها لمجندة في الجيش الأمريكي, وتظهر فيها بملامح ذكورية وتصرفات تنم عن الإحساس بالضياع ومعيشة بئيسة, وحركات تشي عن عقدة نفسية تسكن جوارحها, كما تظهر في الصورة مصرة على أن يقوم السجين العراقي المغطى رأسه, بحركة جنسية بين يديه وعضوه التناسلي. ولا تخطئ عين المتصفح والمحلل كون هذه المجندة صريعة تناقض نفسي وجنسي خطير. ففي الوقت الذي تشير فيه إلى مركز الحركة وكأنها شامتة, تشي ملامحها عن رغبة جامحة في معانقة السجين واستبدال يده بيدها أو بجزء من أعضائها.
الصورة تعبير صريح وصادق على أن هذه المجندة لم يسبق لها أن رأت رجلا حقيقيا من بين كل بني جلدتها, وليس من المستغرب أن تكون قد عبرت عن حقيقة مشاعرها بطريقة أو بأخرى للمحققين. وهذا وحده كاف وكفيل ضمن جوانب أخرى لفهم العقلية الأمريكية المريضة بمختلف الأمراض الجنسية والنفسية والاجتماعية والتي يعاني منها الأمريكيون وقواتهم العسكرية بالخصوص المتعطشة لاستعمال كل أنواع الأسلحة الفتاكة ونشر أردية الموت والخراب والدمار على الشعوب كما فعلت طيلة تاريخها كلما سنحت لها الفرصة بسبب أو بدونه في غالب الأحيان. وقد حدث هذا في كل تدخلاتها خارج جغرافيتها في الفيتنام وأمريكا اللاتينية وأفغانستان والعراق اليوم, وحتى في فلسطين بأيدي شركائها الصهاينة, وهذه عقدة أخرى تنم عن فقر في رصيد التقاليد الدينية السمحة والتاريخية الأصيلة والثقافية النيرة. هذا الرصيد الذي يحصن ضد الأفعال والتصرفات المشينة والمخالفة بلغة العصر لمعاهدة جنيف المتضمنة لأربع اتفاقيات دولية هدفها حماية الأبرياء من ضحايا العدوان والحرب, والموقعة في غشت من عام 1949 من طرف 58 دولة.
فكيف لا تكره الشعوب العربية هؤلاء الجنود الأمريكيين وهم يمارسون شذوذهم بالقوة وبكافة الوسائل والأساليب لذبح كرامة وشرف الإنسان. ومنها تلك الضمانات السخيفة  التي أعطيت للصهاينة في فلسطين لقتل وتشريد الفلسطينيين وتخريب وتدمير بيوتهم ومؤسساتهم واقتلاع أشجارهم ومزروعاتهم, مثل هذه الأفعال فعلها الأمريكيون في مناطق أخرى ويفعلونها اليوم في أرض الحضارة والتاريخ والعلم ومهد الرسالات, في بلد الإسلام العراق وبغداده العريق.
وهكذا تكون أحداث فلسطين والعراق سلسلة من الممارسات الشاذة التي تتسم بالغطرسة والغرور لم يشهد لها التاريخ مثيلا, لا القريب ولا البعيد منه في بشاعتها وانحطاطها وابتذالها.
طنجة 12\6\2004


Comentarios