شروط الدعوة الى بناء ونجاح جبهة بين الديانات الثلاث بقلم: المختار الغربي



 في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب، دعا الملك محمد السادس الى جبهة موحدة بين المسلمين والمسيحيين واليهود ضد التطرف والارهاب. الأصدقاء الذين يتابعون تدويناتي على الفايسبوك ومدونتي الشخصية سيتذكرون أنه منذ حوالى ثلاثة أشهر نشرت تدوينة تعرف بأسباب الارهاب والتطرف ووجهت الدعوة الى لقاء بين شرفاء الديانات الثلاث وشرحت بأن الارهاب والتطرف من جانبه الديني يصدر عن المسيحيين واليهود، اعتبارا لكونهما، أى الارهاب والتطرف، يصدران عن دول الغرب وسلطات الاحتلال الصهيوني، وهو ما يعرف بارهاب الدولة، حيث أن كل الأزمات الدولية مصدرها، من جانب، روح الهيمنة في السياسة الدولية التي تتزعمها أمريكا وحلفائها الغربيين، ومن جانب آخر الجرائم ومظاهر القتل والتخريب والعدوان التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني لفلسطين. وفي الجانب الآخر، فان الارهاب والتطرف الموجهان للأفراد والمؤسسات في الدول الغربية صادر عن مجرد أشخاص منحرفين في التفكير الذي يستغل الدين ويوظفه في أعمال اجرامية مجانية يذهب ضحيتها أبرياء يؤدون ثمن انحرافات وعدوانية دولهم. الدعوة الى جبهة موحدة بين الديانات الثلاث يجب أن تتأسس على انصاف المسلمين وتوبيخ المسيحيين واليهود، ولا بأس من تعاون الجميع على هذا الأساس، لكن يجب أن يقوم المسيحيون واليهود بنقد ذاتي لتطرفهم وارهابهم والاعتراف بأن ضحايا الارهاب والتطرف هم المسلمون بالدرجة الأولي، وأن كل التبعات يتحملها المسلمون. من هذا المنظور فقط يمكن للديانات الثلاث وممثلوها والدول التي ينتسبون اليها أن يجنوا ثمار تعاونهما والتنسيق بينهما للوقوف في وجه أى تطرف وارهاب مهما كان مصدره، بالأخص ما يقع في فلسطين المحتلة وحرمان الفلسطينيين من حقهم في دولتهم الحرة والمستقلة. غير ذلك لن تكون هناك فائدة من أى لقاء بين الديانات الثلاث

Comentarios