هذا رأيي المختـــار الغربـــي

Résultat de recherche d'images pour "Photos de Mokhtar Gharbi" 
أنهيت قبل قليل مشاهدة التسجيل الكامل للبرنامج الذي بثته القناة الفرنسية "فرانس3" أمس. شاهدته بتأني وانتباه كبيرين علني أظفر بمعلومة جديدة بحكم اهتماماتي الاعلامية والسياسية. لكني اكتشفت أنني أحفظ عن ظهر قلب كل ما جاء في البرنامج وبكل التفاصيل، لأنني عشتها وتابعتها خلال الخمسين سنة الماضية. قد يكون هناك مغاربة لا يعرفون بعض تفاصيل الأحداث التي جاءت في البرنامج، خصوصا الشباب منهم، وهم الأكثر تأثرا وقابلية للفهم والتصديق، وحتى الاستغراب.

البرنامج لم يأت بجديد، لكنه أعاد التذكير بأمور عشناها متفرقة والبتقسيط، أى على مراحل، وكانت حل مرحلة تطوي أخرى فيقع نسيانها، لكنها تبقى حية لدى المهتمين والمتابعين لتكون رابطا لما بعدها أو لفهم ما جاء في المراحل اللاحقة.

الجديد هو كون البرنامج جمع كل تلك المراحل ليقدمها في شكل لكمة أو لطمة قوية تخلخل كل الحواس مجتمعة وفي لحظة مركزة. هذا هو السيئ في هذا البرنامج، وسيمر وقت طويل قبل أن نفيق من تلك اللطمة التي قد تكون لها تداعيات نفسية على شرائح معينة من المجتمع المغربي.

حينما كنا نعيش الأحداث التي جاء بها البرنامج كانت هناك أصوات قوية تحذر وتصرخ وتتخوف، وكان للتحذير والصراخ والتخوف أسبابه وعلاته، لأنها كانت كالمسامير التي تغرز في جسم لا يتحمل الألم، في الوقت نفسه كانت تعطي للأجنبي الفرصة لينهش لحومنا الطرية لتترك ندوبا وجروحا عميقة يجب الاعتراف بأنها لم تندمل، وهذا هو الأخطر والأصعب لأننا عانينا من ذلك ولا زلنا نعاني.

لكل ما سبق كانت الأصوات الحكيمة تطلق الصرخات تلو الأخرى لكى نتجنب سيوف الأجنبي وقذائفه المتفجرة. لكن، للأسف كانت الأخطاء تتراكم أيضا واحدة تلو الأخرى. واذا كان البرنامج ركز على شخص الملك وطريقة حكمه وثرواته، فان الخاسر الأكبر هم المغاربة، لأنهم هم الذين يؤذون ثمن فاتورة ثقيلة لم يستفيدوا من لائحة موادها وأسعارها فأصبحوا بين المطرقة والسندان.


الذين شاركوا في البرنامج بتدخلاتهم وانتقاداتهم وشكاويهم، كانوا في وقت ما بين ظهرانينا، وكان بعضهم يرتكب بعض الأخطاء ولا يملون ولا يتراجعون ولا يندمون، لكن ارادة محاربتهم واقصائهم والتضييق عليهم كانت تضر المغرب والمغاربة أكثر مما تضرهم، لهذا أصبحوا قنابل موقوتة استعملها الأجنبي ليفجرها في وجوهنا، وكان الأحرى أن نتحمل شغب أبنائنا ولا نقدمهم لقمة صائغة لأعدائنا. لقد كانت هناك ألف طريقة وطريقة لاحتوائهم والتخفيف من قوة مواقفهم، بل وكسبهم وابعادهم عن المتربصين بنا. وبنفس القوة والقدرة والأفكار الجهنمية التي كانت للمتسلطين على السلطة، فانهم كانوا يستطيعون استعمال نفس الأدوات ليتصالح المعارضون مع بيئتهم واستعمالهم لمزيد من الديمقراطية والاستقرار والأمن وتعزيز الوحدة الوطنية. 

Comentarios