نحن وهم بقلم: المختـــار الغربـــي


     قبل عد أشهر نشرنا في النسخة الاسبانية لجريدة "الجهـــة" حوارا مع القنصل العام لإسبانيا بمدينة طنجة، وطرحنا عليه أسئلة محرجة تهم المغرب والمغاربة وموقف الاسبانيين اتجاه بعض القضايا في نفس الموضوع والعلاقات المغربية الاسبانية، وقبل أسبوعين فقط نشرت مقال رأى أندد فيه بمواقف وتجاوزات بعض الصحافيين والمنابر الصحفية الاسبانية في قضايا تتعلق أيضا بالمغرب والمغاربة وقدمنا نماذج فاضحة لتلك التجاوزات.
     اهتماماتنا العامة في العلاقات المغربية الاسبانية وتعبيرنا بها بلغة سرفانطيس نابعة من حسنا الوطني ودفاعنا المستميت عن كل ما يتعلق بقضايانا الحيوية. باللغة الاسبانية نتواصل ونناقش ونحاور دون التفريط في استقلاليتنا وتشبتنا بقيمنا ومبادئنا ووطنيتنا. وحينما تلوح مظاهر التجاوزات في حقنا من طرف اسبانيا كدولة ومن طرف الاسبانيين كشعب ومن طرف الصحافة الاسبانية فإننا لا نتواني في وضع النقط فوق الحروف للتنديد أو التصحيح، ولا نستكين ولا نتهاون ولا نبيع كرامتنا.

     مواقف المحسوبين على اللغة الاسبانية، أى الذين يكتبون بها ويعبرون بواسطتها، نابعة من صدقهم ومصداقيتهم وتجردهم ووطنيتهم ولا يخافون في قول الحق لومة لائم، فلا يتاجرون بها ولا يقدمون خدمة بها بمقابل. هم فقط عقول وأفكار حرة، وليست لهم لوبيات للضغط والبحث عن المنافع والامتيازات والعمالة للأجنبي. 

     مناسبة هذا الكلام هو ما يروج حاليا ومنذ يوم أمس حول البرنامج الفرنسي الذي تصدى لتعرية بعض الحالات في المغرب، بالأخص حول الملك وثروته وبعض مفاسد النظام. الفرنسيون كانوا دائما سيئو النية اتجاه المغرب والمغاربة، لكن مشكلتهم الكبرى تكمن في أتباعهم من خارج فرنسا، أو ما نسميهم الفرنكوفونيين. هؤلاء هم أسوأ اللوبيات وأخبثهم، خدماتهم وعمالتهم لا تهم فرنسا كدولة فقط، بل تذهب مباشرة الى الاضرار ببلدهم، فأينا وجد متفرنس خبيث أو فرنكفوني متغطرس الا وتجد معهم العمالة والخيانة والتواطئ وبيع الذمم ، وفي المقابل يحصدون المنافع بالجملة والتقسيط ويجدون في فرنسا الأم والراعي الذي يغدق بغير حساب بالدعم والحماية. ولا يهم أن تكون فرنسا وصحافتها ومناوراتها خاطئة وفاسدة.

     هذا هو الفرق بين المتفرنسين الخبثاء والمشتغلين بالإسبانية الطيبين، بين المتفرنسين العملاء والآخرون الوطنيين، بين الأولين الجشعين والثانيين القانعين، بين المروجين للمفاسد وبين المدافعين عن القيم الجميلة في الانسان، بين البائعين لبلدهم ومواطنيهم وبين المدافعين عن الوطنية والشرف والكرامة.


سترصدون بدون شك هذه الحقائق في تعامل الصحافة الفرنكوفونية مع حدث برنامج فرانس3. 

Comentarios