الدار سيئة السمعة بقلم المختار الغربي



     قبل خمس سنوات زارت هيأة الإنصاف والمصالحة الدار المشهورة في تطوان والمعروفة بدار بريئة، وعقدت سلسلة من جلسات الاستماع الداخلية لتلقي إفادات وشهادات بعض ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في أوائل الاستقلال الذين كانوا عرضة للاحتجاز بالمركز المذكور.

    تقع "دار بريشة" بحي (المحنش 2 )، قريبا من ضريح سيدي عبد الله الفخار وكلية العلوم، وقد كانت في ملكية السيد بريشة، باشا مدينة تطوان في فترة الحماية الأسبانية ثم آلت ملكيتها إلى السيد الرباحي بعد وفاة الباشا بريشة.
   تتكون الدار من طابق سفلي وطابقين علويين فضلا عن قبو، يحيط بها سوران، أمامي وجانبي وفضاء كان يستعمل للمواشي والأبقار، كما تقطن بها أسرتان منذ ما يزيد عن أربعة عقود.
 
    وتعتبر دار بريشة أول وأعرق معتقل للاعتقال السري والتعذيب أنشأه حزب الاستقلال في بداية استقلال المغرب، وذلك بهدف معاقبة خصومه السياسيين بعد أن يلتقطهم بالاختطاف والاحتجاز، في أول سابقة لانتهاكات حقوق الإنسان. وبذلك يكون المقر وما وقع فيه والذين أشرفوا عليه وصمة عار في تاريخ المغرب الحديث.
    هناك عدة وثائق ومؤلفات تحكي بالتفصيل كل ما كان يقع في دار بريشة خلال احتلالها من طرف حزب الاستقلال والأفعال الإجرامية التي كانت تتم هناك بتعليمات من رموز الحزب..

Comentarios