تأملات المختار الغربي



     كمسلمين، مؤمنين بالله وكتابه ونبيه، كل ما نعيشه في حياتنا بكل الصفات والأشكال والتفاصيل والمواقف، هي مقدرة ولو كانت من صنعنا، لأن ما نصنعه هو بإرادة الله، إن أحسنا فلأننا نحسن الظن بالله وان أسأنا فلأننا لم نعط لله حق قدره. هذه قاعدة إسلامية وإيمانية عامة، والباقي مجرد تفاصيل.

    أن يبتلينا الله كبشر عاديين ليس لنا إلا ما بين أيدينا من حياة فردية أو أسرية أو معيشية، فهذا من حكمته تعالى، لكن أن يقع الابتلاء في شخص مسؤول عن آخرين بأية صفة وبأي شكل وبأية مسؤولية، هنا الأمر ليس عاديا بالمرة، لأن الحساب في هذه الحالة مزدوج ومضاعف، حساب العبد مع نفسه ومع أهله من جهة، وحسابه مع ما أنيط به من مسؤوليات تصب في مصالح الآخرين.

    فإذا كان الفاروق عمر رضي الله عنه قد هدد واليا بقطع يده إذا اكتشف جائعا في ولايته، فكيف سيكون قصاص الله مع من يظلم آلاف أو ملايين أو يأكل رزقهم أو يحتال على مصالحهم أو لم يتحمل مسؤولية استقراره.

    إرادة الله تأخذ روح عباده بملايين الأشكال، ونحن عن ذلك غافلون، ونقول (الموت واحد) ولا نتعض من أنه عبرة.
اتعضوا أيها من بيدهم عمل له ارتباط بالجماعة.


Comentarios