التطرف السياسي والاديولوجي يضرب عمق العقلية الاسبانية بقلم المختار الغربي




    يتعلق الأمر بحزب سياسي مغمور بوأه سكان منطقة الأندلس الاسبانية مكانة بارزة في الانتخابات السابقة لأوانها يوم الأحد 2 ديسمبر من العام الجاري 2018. حزب بخلفيات واديولوجية متطرفة وعنصرية واقصائية عميقة ومتجذرة في دواخل وعقليات المشرفين عليه. إضافة إلى الحقد المعلن والمبرمج على الإسلام والمسلمين بصفة عامة وعلى المغرب والمغاربة بصفة خاصة.

    يوم الأحد 2 ديسمبر 2018 ، انتخب الأندلسيون ممثليهم في البرلمان المستقل ، ولم يتمعنوا جيدا في توجههم المنفلت حول ظهور حزب فوكس المفاجئ،  النسخة الأسبانية من اليمين المتطرف التي يبدو أنها استنسخت النموذج من فرنسا والهند والولايات المتحدة الأمريكية وهولندا وإيطاليا والبرازيل وإسرائيل.

    ويشير محللون سياسيون إلى أن الانتخابات الأندلسية هي عادة ميزان حرارة جيد لقياس مزاج المواطنين الأسبان. إذا كان الأمر كذلك ، فإن الزلزال الذي وقع في ذلك اليوم، الأحد 2 دجمبر 2018، سيكون له العديد من الصدمات ، وربما سنضطر للعيش مع حالات من التوتر السياسي لسنوات عديدة، مع وصول أفكاره اليمينية إلى الجدل السياسي والإعلامي في إسبانيا، والتي سنفقد معها العقل والمنطق والاحترام، ونغرق في بحر من الأحقاد والعنصرية المقيتة.

حزب "فوكس" الاسباني المتطرف الذي قلب كل موازين السياسة الرشيدة في منطقة الأندلس، ومن المحتمل في اسبانيا، لا يؤمن بالحق في الاختلاف ولا يحترم التعدد والتسامح والحوار، إضافة إلى توجهاته الاديولوجية المتطرفة التي تجعل من الإسلام كأحد أعدائه المفضلين.

   هذا الحزب يعتمد على اديولوجية أساسها المراوغة والكذب وتشويه الحقائق ويشجع كل الإشارات والمواقف المتعلقة  بالمجموعات المستهدفة من هجماته إلى حد إجبار العديد من المؤسسات والمنظمات على تكريس جهود لإنكارها.
 
    الناطقة باسم اللجنة الانتخابية لهذا الحزب ورئيسته في العاصمة الاسبانية قالت في برنامج "بأن 95 في المائة من المسلمين إرهابيين و5 في المائة الباقية ضحايا ذلك الإرهاب لأنهم لا يتفقون مع الإسلام" لكنها عجزت عن تقديم توضيحات معززة بالتقارير والأٍرقام لتبرير وجهة نظرها المتطرفة والإرهابية حقا.
 هناك ميزة لهذا الحزب لا تتم الإشارة إليها وإبرازها بشكل واضح ومعلن، وهى جزء راسخ ولا يتجزأ من اديولوجيته المتطرفة، وتتمثل في صهيونيته، حيث يروج إلى المعتقدات الإرهابية لأعضاء اليمين الأوربي المتطرف ذو العلاقات الوثيقة مع الاحتلال الصهيوني جرائمه، والتي توحد الأحزاب الأوربية المتطرفة والعنصرية تحت شعار " تحويل المسلمين الأوروبيين اليوم إلى يهود أوروبا في الثلاثينات".


Comentarios