الثقافة والصحافة كعلامات تجارية بقلم المختار الغربي



     خلال العشرين سنة الماضية، ظهرت بعض الوجوه والأصوات كعلامات تجارية في مجالي الثقافة والصحافة، ووصلت إلى أن سيطرت على المجالين معا، على المستويين المحلي والوطني، بل، وأصبحت تلك الأسماء والوجوه كنجوم انشغلت بها بعض المنابر الإعلامية وكأنها حفرت طريقها بالكد والاجتهاد والدراسة والبحث، أو كأنها رموز وطنية كبيرة، في بعض الأحيان غطت على أحداث وأسماء أخرى كبيرة ومعترف بها أكاديميا، ثقافة وفنا وإبداعا.

     اليوم أصبحت تلك الوجوه والأسماء تؤثت فضاءات واسعة في ميداني الصحافة والثقافة.

    وبحكم معرفتي الوثيقة ببعض تلك الوجوه والأصوات ومعاشرتي لها واطلاعي العميق والميداني على مسارها، وبفعل مظاهر الانتهازية الكبيرة والاستغلال البشع لمجالي الثقافة والصحافة والمكانة التي وصلتها والمصالح التي حصدتها:

   الوجوه والأصوات المشار إليها تعيش حياة منحرفة، لأنه ليس لها من الأخلاق والفضائل والتكوين والكفاءة إلا بقدر ما هم عليه من الانتهازية.
فضائل إعلامي كبير على تلك الوجوه لا تعد ولا تحصى، ولولاه لما عرفنا ولا علمنا أن هذا محسوب على الثقافة ولا هذا محسوب على الصحافة، ولو هذا الانتماء مجرد مظهر من مظاهر استغلال تلك الأفضال. ذلك الإعلامي كان له الدور في إبراز بعض الوجوه وتكوينها وتعريفها بالمهنة.
بل، أؤكد على أنه لولاه لبقى البعض مهمشا ومختفيا ولا علم لأحد بهم، حيث انتشلهم من الحضيض وساعدهم مهنيا وإداريا. واحد منهم كان من المحتمل أن يكون معلما في قرية نائية، وآخر كان من المحتمل أن يبقى مركونا في مكتب ضيق وقذر أو حجرة تعشش فيها الرطوبة.

    أقدم شهادتي لأنني لا أستطيع الصمت على بعض الوجوه والأصوات التي لا زالت تعيش قذارتها، ولكنهم طفوا على السطح كالفطر واحتكروا الفعل الإعلامي والثقافي بدون وجه حق، لأن الاحتكار لم يكن بالكفاءة والتواضع والأخلاق الفاضلة، بل جاء بجرعات قاتلة من الخسة والدناءة والانتهازية والانحراق السلوكي.
.


Comentarios