النية السيئة في الإحالات الدينية بقلم المختار الغربي




     أود أن أوضح أنني أتعاطف مع أية جهة تريد إثبات وجودها سياسيا أو اجتماعيا ، كلما كان ذلك بطريقة حضارية ونزيهة ومسالمة، لأنني أعتقد أن هذا حق لكل فرد أو جماعة، وحتى إذا كنا نخالفهما الرأي، على الأقل بهذه الطريقة، إما نعرف قوتها أو ضعفها، وبالتالي نعرف هل تستحق الدعم أو الإقصاء. وقد سبق للراحل الحسن الثاني أن عبر عن ما يشبه هذا الرأي حينما أقصيت جماعة الإنقاذ الوطني في الجزائر بالقوة.

   لا أفهم لماذا كلما اقترف واحد من العدل والإحسان أو من العدالة والتنمية خطئا نشير إلى أنه ينتمي لإحدى الجهتين. أعتبر أن هذا خطأ كبير في الرؤية التحليلية للأمور وبشكل بشع وفيه قدر كبير من الجهل وعدم الاتزان العقلي.

  في الحقيقة فان الإحالة على العدل والإحسان أو العدالة والتنمية هي إحالة دينية في الأصل والعمق، بهذا نكون كمن نستهزئ أو ننقص من قيمة الوازع الديني وليس من الشخص الخطاء في حد ذاته. وهذه لعبة حقيرة يلعبها الملحدون والعلمانيون الفاسدون الذين يريدون بشتى الوسائل أن يفهموا الناس أنه لا فائدة من المرجعية الدينية. هؤلاء بصراحة هم الذين نسعى اليوم إلى التغيير عن طريق تغييرهم. وبعنادهم وفسادهم ينشرون الأخبار العادية بإحالات ونكهة دينية، وهذا ما يجب الحرص والحذر من الوقوع فيه.

    لأن أغلب الذين يشوهون الأصولية لا يعرفون معناها ومبناها، يستعملون الكلمة لأغراض مشبوهة ولخدمة أجندة يقبضون مقابلها. ليس الجميع منفتحا ونزيها وعفيفا وضد العنف والفساد والفقر واللصوصية المنظمة رسميا وقانونيا.

    لماذا نسمح بتحريف الحقائق. إن الذين يقترفون الجرائم بكل أنواعها ليست دائما مرجعيتهم دينية، بل 99 في المائة من الجرائم الإنسانية، الاقتصادية والاجتماعية، مقترفوها إما ملحدون أو ذووا عاهات عقلية، فالشخص السوي لا يمكن أن يرتكب جرائم، وبالتالي فان الجريمة تبقي جريمة، سواء ارتكبها متدين أو ملحد.


Comentarios