ما هي فائدة القروض التي يحصل عليها المغرب؟ تعليق المختار الغربي



    تأتي الأخبار حول القروض الكبيرة التي يحصل عليها المغرب أو ربما يكون قد حصل عليها، والتعليقات عليها وبعض "التحليلات" المرافقة لها، تنقصها بعض الحقائق كقاعدة في تدبير الشأن العام.

    كل التفسيرات التي أعطيت وتعطى لموضوع القروض مجانبة للصواب عمليا، ولو أنها مقبولة من الناحية التقنية والاصطلاحية. ذلك أنها مجرد تفسيرات مبنية على التلاعب بالكلمات والمصطلحات.
   المغرب سيستعمل تلك الأموال بكل تأكيد، لأن حالته الاقتصادية المتردية تفرض ذلك، حيث أن هناك عدة قطاعات ومشاريع تتطلب التمويل. أما القول بأن القرض هو مجرد احتياط، فالعارفون ببواطن الأمور يعرفون أن هذا الكلام مجرد احتيال وضحك عل الناس.
   هذا من جهة، من جهة ثانية، أتحدى من يقول أن المبالغ المقترضة تستعمل لصالح المغرب والمغاربة، لأن كل القروض السابقة ثلثها كان يذهب لجيوب الفاسدين ومختلسي المال العام والسماسرة من المسؤلين الكبار وفي عدة مؤسسات وفي المصاريف المجنونة التي لا معنى لها والتي تخلق خلقا، على مدى الخمسين سنة الماضية.
    لهذا السبب، المغرب مفلس والمغاربة فقراء، مع ظهور طبقة من الأغنياء خلال العشرين سنة الماضية، وظهور مؤسسات بشرية ووهمية متخصصة في إفراغ الخزينة العامة وجمع الثروات والامتيازات. مع الإشارة إلى أنه في كثير من الحالات كانت الدولة متواطئة ومشجعة لذلك، كما كان أقطابها ورموزها يسهلون مأمورية الفاسدين والمختلسين، بالتعليمات والتعيين في المناصب الحساسة لكل مريض عقلي يهوى الثروة والنفوذ.
    وهذا وجه واحد من مظاهر الفساد المالي والاقتصادي التي لم يعد من الممكن إخفائها والتستر عليها وقد أصبحت كالسرطان ينخر الحالة العامة الموبوءة التي تهيمن على التدبير العام لشؤون المغرب والمغاربة، بسبب غياب الإرادة في الإصلاح والتخلي عن التسيب.

Comentarios