هل هناك أمل في تخليق المشهد السياسي؟ بقلم المختار الغربي



     من يخدم السلطة في أي مكان، أو المخزن بالنسبة للمغرب، ويدافع عنها، ليس معناه أنه ليس هناك إلا من يخدمها، بل، القصد هو أن على السلطة أن تدفع بالكفاءات وذوى النيات الحسنة لخدمة بلدهم  ومواطنيهم، وليس بالضرورة أن يكونوا منتمين لأجهزتها السياسية أو ما يسمى النظام. هذا هو الفرق بين من يخدم السلطة وهو مؤمن أنها ولية نعمته، ومن تكون لديه النية خدمة بلده ومواطنيه كهدفه الأسمى، ومن تم تكون له الشجاعة والجرأة على مواجهة الاختلالات المضرة بالوطن والناس، ولو كان من جلد تلك السلطة، التي غالبا ما تكون ظالمة.
     تتعرض الحكومة إلى انتقادات حادة، وفى بعض الحالات قاسية، لتواضع أدائها وارتباكها الواضح في التعامل مع بعض القضايا والملفات، وغالبا ما كانت الانتقادات توجه لحزب العدالة والتنمية كمكون رئيس في الحكومة، دون أن تحظى الأحزاب الأخرى المشاركة في التشكيلة الحكومية بنفس القدر من الانتقادات، وكأنها غير موجودة أو غير معنية ببعض الإخفاقات الحكومية، وهذا أمر فيه الكثير من الظلم والخطأ، رغم أن الأحزاب الأخرى المشاركة ووزرائها وممثليها كانوا السبب الرئيس للحالة المتردية في المغرب بحكم أنهم
في كل الحكومات السابقة وساهموا مباشرة في كل الاختلالات   شاركوا
والمصائب التي يعانى منها المغرب والمغاربة.

    كصحافي، وبحكم تتبعي للحالة السياسية في المغرب، فقد كان لي نصيبي من انتقاد أداء الحكومة، ولم أكن من الذين "في قلوبهم مرض" وقلة الحياء والانتهازية للانتقاد من أجل الانتقاد "لغرض في نفس يعقوب" بل كنت موضوعيا مع احتفاضى بأمل التصحيح، .
لكن في المقابل نصطدم بخطابات المعارضة، التي أقل ما يمكن وصفها بها، هي كونها تعتمد على النفاق والانتهازية والضحك على المغاربة واستغلالهم.

     المغاربة كلهم يعرفون أن كل المصاب والكوارث التي يعيشونها كانت بسبب تدبير الشأن العام من طرف كل المحسوبين اليوم على المعارضة، إضافة إلى الأحزاب الثلاثة الأخرى المشاركة في الحكومة.

    حينما أقرأ التصريحات النارية التي تطلقها ثعابين المعارضة بكل تلويناتها، لا أملك إلا أن أقول "الله يلعن لي ماكايحشم"، مع أننا نعرف أن نشأتها كانت لخدمة السلطة والاستفادة من الامتيازات الريعية، سياسيا وماليا واقتصاديا. كما أن كبار قومها كانوا مجرد عبيد للنظام السياسي ولصوصا للمال العام.
.

Comentarios