تكريم بطعم المرارة والظلم بقلم المختار الغربي




     قبل عدة شهور، تم بإذاعة طنجة تكريم الزميل والصديق، الإعلامي مصطفى الحراق، المراسل السابق للتلفزة المغربية بمدينة طنجة.
وحده مصطفى الحراق من يقبل بهذا التكريم، الذي جاء متأخرا جدا وفي ظروف ملتبسة وظالمة. وحده، لأنه من صنف أولئك الرجال الأفذاذ الذين يحتبسون لله ما يصيبهم من ضيم وظلم. ولو كان ما تعرض له وقع لشخص آخر لكان للأمر طعم ومسار آخرين. ولنا المثال في صحفي من التلفزيون تم، قبل عدة شهور، فقط تأديبه على خطأ مهني فلم يترك وسيلة الا واستعملها للتشهير والهجوم عل رؤسائه ومؤسستهم، بل استثمر هجرته إلى الخارج ليطعن بإلحاح وجرأة كبيرتين في الوحدة الترابية للمغرب وتعاونه مع أعدائه.

    مصطفى الحراق لم يتم تأديبه فقط بل تم طرده من عمله دون أن يرتكب أي خطأ مهنى ولا تسبب في أية مشاكل لمؤسسته التي كان يشتغل بها، أى التلفزيون المغربي. ظلمته مؤسسته وظلمه رؤسائه وتخلى عنه أصدقائه والنقابة الوطنية للصحافة المغربية وكل من له صلة بهذا المجال الموبوء. 

     القصة مؤلمة جدا لم يتم فيها مراعاة أي جانب من جوانب القضية، لا الجانب المهني ولا الجانب الإنساني ولا الجانب المريض الذي تعيشه مؤسسة التلفزيون.

      الغريب أن الظلم الكبير الذي تعرض له هذا الصحافي الإنسان ذو الأخلاق الفاضلة والسيرة الحسنة والمواقف الصالحة، كان بسبب تصرف عفوي وطبيعي غير مباشر ولا علاقة له بمهمته ورطه فيه شخص عديم الضمير ومعروف بخبثه ونذالته، مما يمكن أن نسميه (الحق الذي يراد به باطل).

     تعرض مصطفى الحراق لقرار إداري ظالم تم بموجبه حذفه من سلك وظيفته. وكان القرار جريمة إدارية جنت عليه وعلى أسرته، في وقت كان فيه متألقا وناجحا في عمله ومهامه بإخلاص وتفان واجتهاد وبروح طاهرة وسريرة نقية وسمات إنسانية وأخلاقية عز نظيرها في أغلبية الذين جايلوه في مؤسسة التلفزيون، ومن ضمنهم من حصدوا عدة امتيازات لا يستحقونها وأصبحوا من كبار المسؤولين والمالكين للعقارات والأراضي والأموال، في وقت كان فيه مصطفى الحراق يعيش بعرق جبينه، عيشة الكفاف والعفاف، براتب بئيس حينذاك دون أن يتمكن حتى من امتلاك سكن أو رصيد يقيه غدر الزمان.

     وقع هذا الأمر منذ أكثر من 20 سنة، وكل ما قام به هو رفع دعوى لإنصافه، بناء على توصية من طرف الذين كان من المفروض أن يدعموه ويساندوه ويحاربون إلى جانبه، وكان ذلك فقط للتخلص منه وحتى لا يفقدوا بعض مصالحهم وعلاقاتهم مع من يهمهم الأمر.

     لكن في النهاية لم يتم إنصافه وتمكينه من حقوقه. 

الآن، ومنذ عدة سنوات، يشتغل في جريدة محلية براتب أقل ما يقال عنه أنه صدقة، وقد يتأخر ذلك الأجر لشهرين أو ثلاثة، في وقت كان يستحق في مهنته الأصلية، وبالأجور الحالية، راتبا محترما ومستقرا وبحقوق مضمونة.

    التحق الزميل مصطفى الحراق بالتلفزة المغربية بالرباط سنة 1975.عمل محررا صحافيا بقسم الروبورطاج ثم التحق بمحطة التلفزة المغربية بالعيون سنة 1979 كصحافي مراسل ومقدم للأخبار، ومعد للبرامج، وخاصة الرياضية، ولأسباب تقنية توقفت محطة التلفزة بالعيون، حيث التحق زميلنا بمحطة الإذاعة الجهوية بعيون الساقية الحمراء سنة 1983، وجمع ما بين عمله كمراسل للتلفزة بالعيون، ومنتج ومقدم برامج إخبارية وثقافية بهذه المحطة ، كما استدعي مصطفى الحراق لدعم الطاقم الرياضي خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت بالدار البيضاء سنة 1983 وكذلك الألعاب العربية.
وفي سنة 1985، عاد الزميل مصطفى الحراق إلى الرباط حيث تولى تقديم نشرة إخبارية أطلق عليها " النشرة الجهوية "، ، سنة بعدها، انتقل الحراق لتقديم النشرة الأخيرة، وفي سنة 1990 وفي إطار التهييء لمحطات تلفزية جهوية، التحق الزميل مصطفي الحراق كمراسل للتلفزة المغربية بطنجة، وكان في نفس الوقت يعد برنامجا في إذاعة طنجة تحت عنوان " زوار مدينة طنجة " ..

    أنجز الزميل مصطفى الحراق خلال مسيرته الصحفية، عدة ربورطاجات، وتحقيقات واستطلاعات وبرامج سياسية وصحية وثقافية، تتوفر عليها خزانة التلفزة، وبعض البرامج بإذاعتي العيون وطنجة.

    مصطفى الحراق ذو أخلاق نبيلة و احترافية مهنية عالية ويعتبر من ألمع الصحافيين ، يمتلك أدوات العمل الصحافي المتعدد التخصصات، ، بمهنية كبيرة كما أن انتاجه يتميّز بالرصانة والقوة والجودة العالية فضلا عن الأسلوب الشيّق واللغة السليمة.


Comentarios