شمعة وسط الظلام: الحماية الإسبانية بالمغرب: قبل أن ننسى انفومارويكوس/كوناثينوماروكي سعيد الجديدي الترجمة للعربية: خالد السفياني








ما بين 4 أكتوبر 1947 و 7 أبريل 1956، أي 9 سنوات. هي بالتأكيد سنوات قليلة من أجل التأمل في مسار الأحدات بصورة ثابتة، ولكن تعد أكثر من كافية لتسجيل وتخزين مشاهد وصور تعود إلى السنوات الأخيرة من تلك الحماية العبثية، التي كانت تتسم بالانفتاح وفق تعاليق مجردة للأسر التطوانية، تبديها بصوت خافت يميل نوعا ما إلى الهمس بكل جسارة. 

مشاهد وصور أعطت الضوء الأخضر لمشواري الأدبي، وشكلت مصدرا دائم وخصب ملهم بالنسبة لإبداعي الأدبي المتواضع. مؤشرات كانت تدل على انتهاء حقبة، كنت قد عرفتها لأنني عشتها، وبداية حقبة جديدة تم تجاهلها وتحوم بها المخاوف لأن أي شيئ غامض وغير اعتيادي غالبا ما تكون نتائجه غير مضمونة... كانت تظهر ردات فعل من الصعب تفسيرها، وكما قال جان موني "لا شيئ ممكن بدون رجال ولا شيء دائم بدون مؤسسات"
وبالفعل، بحيث بالضبط  كانت كل من الأنشطة الذكورية والتعقيدات المؤسساتية لتلك الحقبة (بالنسبة لصبي مثلي أنا)، هي المسؤلة عن نحت المسار الفكري وبشكل لا رجعة فيه للعديد من التطوانين المنتمين لذلك الجيل. وبهدف عدم تغيير الموضوع ومشوار الأحداث فإنه لازال ينتابني شعور بالحقد والتسامح تجاه رمز السلطة الممقوتة. كان يعتقد أن البعض "هم" يقومون بمهام الدفاع وسن القواعد بينما آخرين "نحن" الأشخاص اللامبالون والمهتاجون، ننصاع لأوامرهم ونعاني معهم.
وبعيدا كل البعد عن تقييمي السياسي والأخلاقي لتلك الحقبة، أظن أن بكونها الأكثر حضورا في مستقبل تطوري الفكري، فلقد كان لها الدور الكبير والمؤثر في خياراتي الأدبية الاحِقة، وبشكل عام، في طريقة تعبيري الثقافي. ولهذا كان تصنف أكثر من رواية لي على أنها سيرة ذاتية.
كان كل شيئ هناك...  وبأقل جهد استذكاري وتحليلي.
رجال، وظروف، ومؤسسات، ونماذج تدبير وإدارة، كلها هي عبارة عن موارد شهدت تحسنا بغية الوصول إلى تأمل هادئ وصائب حول تلك الحقبة، والنظام السياسي وتأثيره سواء على أولائك الذين عاشوا تلك الحقبة أو على من قرءوا حولها.   
فيما بعد، وكالعديد من الكتاب والفنانين من أبناء جيلي،أدركت أنه سيكون من غير الطبيعي تجاهل هذه الوقائع القيمة والتي يمكن سردها بسهولة، بحيث كان البحث عن أشياء أخرى للكتابة عنها، مضيعة للوقت وأيضا مجهود خيال وإبداع مبهم المعالم. لقد كانت تلك الوقائع أمرا واقعيا بينما الباقي أوهام. هذا ما سمي لاحقا ب"الأدب المغربي باللسان الإسباني"
لم يكلفنا كثيرا إستيعاب هذا الواقع الصعب، بحيث تطلب الأمر القيام بقراءات مناسبة وشغوفة للظرفية والسياق الذي أتاح لنا فرصة تعبير تتوافق مع الماضي المعاش، ولكن لا أشتاق لماضي ومستقبل كان سيخالف تطلعات عيشنا. شعور داخلي يخاطرني كلما قررت الكتابة على شكل حكايات وتعابير عن حالات معاشة.  
في هذا المنظور، فإن راديو درسة - الذي يعتبر مصدر فخر حقيقي لمدينة تطوان وشمال المغرب عامة- ألهم ولازال يلهم أكثر من كاتب يكتب باللغة الإسبانية، بما في ذلك العديد من المهنين في شمال المغرب، مثريا بذلك المشهد الثقافي الإسباني في المغرب، إبان فترة الحماية وأيضا بعد الإستقلال. وقد شكل اختفاءه أواخر الخمسينيات خسارة جزء من الإرث الثقافي والإخباري للمدينة ولشمال المغرب. وبصرف النظر عن أهداف راديو درسة السياسية و الإيديولوجية، فذكريات تلك المحطة لم تمت أبدا، باعتبراها من أحسن المحطات الإذاعية، كانت نشيطة و ملهمة. وخلفت العديد من اليتامى من المستمعين الشغوفين ومتابعيها العفويين.
وخلفت أيضا هذه الحقبة العديد المحتاجين لخدمات مستشفى الأمراض العقلية بسيدي فرج و"مايوركا" في جبل درسة. وكما ذكر أحد شخصيات صرخة حولي " عالج الطبيب توريغانو نصف ساكنة تطوان أثناء إقامته هناك، لقد كان عدد الحمقى أقل بكثير مقارنة مع الأن "
"حينما كان " أو "قبل أن.." احتكرت هاتين العبارتين لسان العديد من الكتاب المغاربة الذين ينقشون أحرفهم باللغة الإسبانية كتعبير عن اشتياقهم وحنينهم لتلك الحقبة، رغم أنه  من وجهة نظر الهوية الوطنية لم يكن ذلك أمرا محمودا، حيث أن دعم الاحتلال يعتبر أسوأ من ارتكاب جريمة أوخطأ. لكنه كقاعدة ومرجع يعتبر أمرا حتميا. البعض قاموا بذلك لأنهم لم يعرفوا غيره، أما البعض الاخر فكان القيام بذلك أمرا مريحا، في حين الجميع قام بذلك لأنه الماضي... إنها حقبة عاشها المغرب وبعض المغاربة والماضي هو شيء ثابت، قابل للمناقشة والانتقاد والتقدير، لكن لا ينصح بنسيانه إطلاقا.
إنها صور ومشاهد جعلتني أتخلى عن القيام بأي مجهود كي أتخيل ظروفا أو خلق حالات وأوضاع أو حتى البحت عن افكار جديدة. كل شئ متوفر: قصص، وحكايات، وشخصيات، وعناوين... كل شيء جاهز ليتم تحليله وترتيبه ثم كتابته.
إن الحماية الإسبانية في شمال المغرب بأحداتها، وتقنايتها للتخفي، وبأفكارها القبيحة في تفاصيلها كانت ولاتزال مصدر إلهامي المفضل وموضوع تحليلي وتأملي.
يتعلق الأمر بعملية إعادة تدوير عند الضرورة، وبالوفاء للوقائع التاريخية بهدف المحافظة على طراوت الاحدات، وسردها فيما بعد ضمن إطار الأدب والواقع. بعد أن كنت كثير الملاحظة في طفولتي أصبحت فاعلا مهتما بما يقع من حولي والوعي البدائي السائد في تلك الحقبة التي عشت فيها.  هذا الماضي لم يكتفي بالظهور فقط، بل بدأ يفرض نفسه بشكل سريع، فوجدت نفسي إلى جانب ذكريات الطفولة، بطل قصصي دون الرغبة غي ذلك.
الحقائق الموجودة في ذكرياتي صنعت اليقين: يجب أن ينحصر الحقل الأكثر خصوبة لإبداعي بين السنوات الأخيرة من الحماية وبدايات الاستقلال. القصة كانت هناك، جاهزة ليتم سردها، فلماذا البحث في مكان أخر وبطريقة أخرى. هذا ما يؤكده أول عمل ادبي لي المعنون ب صيحة العام :
من خلال أزقة حارته الضيقة، كانت توجد ققط أعلام حمراء تتوسطها نجمة خضراء، وصور السلطان محمد الخامس. لقد بدا الناس واثقين من أنفسهم ومن المستقبل... مستقبلهم. الإسبان الذين يعيشون في الأحياء العتيقة، تصرفوا تماما كالسكان الأصليين وأبانوا عن نفس الفرحة على ما كان يبدوا، ونفس الانخراط في عملية التنمية، ونفس الحماس لإغلاق ذلك القوس وبناء حياة جديدة.
ظهرت شهادات عينية بكل وضوح منبتقة من الطفولة كنموذج للملاحظة الواضحة، كما يتضح في صيحة العام:" كلام رائع سي عبد السلام. لنكن متساهلين، لنحنى بالصبر. لا نعضب من الحاضر. لا نشتم المستقبل. قومك هم أيضا قومي. أعرفهم. هم نبلاء ومخلصون. لكن هنا في هذه المدينة من الصعب جدا أن نتبادل الغضب من جيران الشمال."
تلميحات شفافة للغاية لفضول لا يعرف الكلل
وبهذه الطريقة، فإن أول ثلاثة أعمالي الأدبية: صيحة العام،  تقرير مصير مرعى وختم، وحتى العديد من الفصول "فلاش باك" ليامنة أو ذاكرة حميمية، و 11م مدريد 1425،  يخضعون لسلسلة لا متناهية، لاتزال عذراء أمام اي تحليل أدبي موضوعي. حاملين شعار "من لا يشك لا يعرف أي شيء" أي الاستناد أثناء الكتابة إلى ذكرياتي مهما كانت غامضة وعدم الاقتصار على سواء على تجاربي او تجارب الغرباء. يتعلق الأمر بإزالة ما هو مجهول من حياتي واستخلاص خلاصات عما كنت ساصبح عليه، بالنسبة لي هذا الأمر هو اكثر وضوحا وشفافية.
وبعبارة أخرى، تستند صياغة هوية أدبية خاصة إلى حقائق ووقائع ذكريات وظروف معاشة وليست نابعة من نسج خيالنا أو أحدثت لأغراض روائية أو قصصية. ولذلك فإن أغلب الأسماء والظروف والأحداث في رواياتي هي بين قوسين ثمرة لواقع مطمور في ذكريات الطفولة. ويظل الهدف من هذا، ضمان شكل بسيط وتكيف لمتطلبات النص وللظرفية السوسيوالدينية كما هو الحال في قصة الحب في صيحة العام، بين الراهبة مارطا والباحث المسلم الحاج احمد، بكنيسة ريو مارتين او مارتيل.

كانت مرتين أو "مرتيل" في سنوات الخمسينيات مسرحا لاحتضار نظام سياسي وجيوسياسي يعيش أيامه الخريفية الأخيرة. كانت الحمياية تحزم امتعتها، وقد تم إدراك وتوقع هذا من خلال مغربة شركة لافلانسيانا، وهي وحدة حافلات تربط بين تطوان والمنتجع المتوسطي القديم والأفضل على ساحل البحر والذي عرف مغادرة تدريجية للاحتلال الإسباني.
وتعتبر مرتين أو "مرتيل" على وجه التحديد مسرح "صيحة العام" التي قاومت التغيير بشدة وبلا رجعة التغيير ، بينما تطوان العاصمة كانت لاتزال على نفس المنوال منذ 1912.
تعد ساحة اسبانيا بالنسبة للحماية فدان للذاكرة الجماعية الأصلية، حيث كانت متواجدة الكنيسة المشهورة " nuestra señora de las victorias''، التي بنيت بشكل رائع جدا، رغم بساطة عمارتها الاستعمارية. 
بكل فرح واعتزاز كانوا التطوانيين الأقل شأنا، سواء أبناء المستعمرين أو أبناء المحميين، يتناولون حلوياتهم "كابروس" وبسكويتهم "روكسي"  ومثلجاتهم المنتجةم حليا ، والتي كانت تصدر إلى باقي المناطق من الحماية الإسبانية.
في الإنسانتشي كانت توزع مجانا الملصقات السينمائية في مختلف دور السينما، أمثال "السينما الإسبانية" و "فيكتوريا" بحي مالقا و المقاهي والحانات الموجودة بكثرة في الشوارع الرئيسة للمدينة، كان الناس يتابعون بشدة الأحداث الرياضية عبر "يومية أفريقيا" أو " إسبانيا طنجة"،  التي تعتبر أول مدرسة مهمة في مجال الصحافة بالنسبة لي وفي مستقبلي المهني، بجانب العديد من منشورات يوم الإثنين من صحف ك"اريبا" و "يا"
 إنه أمر من الصعب نسيانه ... ومن المستحيل نكرانه، فمن الواضح أن أول المراجع هي التي عادة تصوغ شخصية المتعلم.
 تعد اليومية الجوالة لجنوي في المدينة العتيقة لتطوان تحديدا في بابيونيس فاريلا، واحدة من أعظم الاكتشافات في حياتي، ومصدر إلهام لا متناهي، ذكر كمرجع في معظم اعمالي الأدبية وحتى بعض المقالات حول موضوع الحماية والاستقلال بالمغرب.
كان ... شيء آخر!
سينما ناطقة بالاسبانية وكرة قدم إسبانية وتداع بالإسبانية، لقد غزت مصطلحات اللغة الاسبانية جميع القطاعات ومدارس التعليم الإبتدائي والثانويي، وقد اعطي لبعضها مقام المؤسسات التربوية التطوانية لمواجهة الغزو الفرنسي غير المرغوب فيه تحديدا في بدايات الاستقلال والسنوات الاحقة. من الواضح أننا نشأنا ودون أن نشعر بذلك في محيط يضم العربية والإسبانية بأبعادها الإنسانية والثقافية والتي تستهدف أي ثقافة غريبة. لعقود من الزمن، وخصوصا في سنوات السبعينيات كان أغلب من عاش في ذاك الجيل يحفظ عن ظهر قلب أسماء أجنحة فريق ريال مدريد، ولكن القليل من يتذكر أسماء رؤساء الحكومات الوطنية.
أكثر من مجرد تفضيل أو اختيار لنوع معين من الاستعمار الثقافي، فالأمر يتعلق برفض عشوائي لقبول استعمار آخر بنفس المواصفات، اتحدت عن الفرنسية التي اجتاحت دراستنا وحياتنا.
بعد أكثر من نصف قرن، قام الكاتب والناقد سيرخيو بارسي المنحدر من مدينة العرائش بوصف الوضعية كالتالي " كما يقول صديقنا المشترك والشاعر التطواني أيضا عبد الرحمان الفتحي " لا أعلم إن كنت مغربي في جسد إسباني، أو إسباني في جسد مغربي" ربما قد يكون هذا، هو التفسير الذي من الممكن قد استعمله سعيد الجديدي في تلخيص هذا الجانب في روايته. " لا بالأقل ولا بالكثير، أنا دوما كنت مغربي قرر الالتجاء إلى مستقبل ثقافي مزدوج اللغة، معارضا بالتأكيد أي دخيل ثالث.
بالنسبة لأولئك الذين لم يعيشو تلك الفترة المثيرة للاهتمام ، فنادي "أتلتيكو دي تطوان" سيدكركم بدقة عما كانت عليه: مدينة على بعد أصبعين كي تصبح أوروبية ومحافظة بالكامل على خصوصياتها الدينية والثقافية. بعد سنوات عديدة استمرت ساكنة تطوان وبأخاء كبير في تذكر طبيبا الأسنان  الشقيقين مارتينث، والمصور غارسيا كورطيس ابارا، والدكتور دواسو والعديد من الرجال والنساء الذين أعطوا لمدينة تطوان أهمية وأبعادا.
هكذا حاولت كتابة ذلك في " تقرير مصير مرعى" على بعد اصبعيين من أوروبا، إني محاصر بين واقعيين، تناقضيين، ومفارقتيين تاريخيتين، تحيا على نوع من الصحون الطائرة، حيث عجز البعض يتناقض مع هجر الآخرين..."
لم يعبث نظام الحماية لا بالتقاليد والعادات ولا بنمط الحياة السكان الأصليين. إذا لم يكن ما قام به كافيا، فعلى الأقل لم يكن مخز.
هي صور نجت في اللاوعي، صور أثرت في مستقبل الإبداع الأدبي... صور التي عبرها أعدت قصص وحكايات شبه خيالية، وحكايات ذكريات الطفولة، التي تم توظيفها نظرا لحاجيات النص ناهيك عن استخدامها بعناية، من أجل أن يكون الأدب الواقع معاشا وليس متخيلا ولو نسبيا.
بكتابها، وشعرائها، وأكاديميها، كانت تطوان شيئا آخر، كانت تملك ولازالت تملك طابعها الإسباني الخاص بها. هي بكل تأكيد استسلمت وتراجعت أمام لامبالاة قاتلة وضغط "أجنبي" لا يتحمل، ولكن لم تختفي أبدا. وأمست بطريقة ما ذهانا حقيقيا. على الرغم من عدم الإهتمام الشديد من قبل السلطات الثقافية الإسبانية. ومع مرور 57 سنة على استقلال البلاد وبدون جهد أي شخص لايزال هناك أدب مغربي حقيقي باللغة الإسبانية، الذي شكل موضوع خلافات وجدل، ويبقى دون أدنى شك في النهاية أدب  مغربي خالص ومستقل. يعاني قناصة أحرف الإسبانية صعوبات شديدة وقت نشر أعمالهم وتعريض أنفسهم الى مخاطر عديدة بجميع أصنافها من أجل نشر أعمالهم الأدبية بعد مجهودات بطولية وجبارة دون التحدث أنهم يدفعون أتعاب النشر من مالهم الخاص. أغلبية الكتاب كانوا يكتبون ولازالوا يكتبون فقط بالإسبانية رغم مستوياتهم الأدبية واللغوية المحترمة في اللغة العربية.
في الواقع إذا كان الإتفاق الإسباني والمغربي الذي وقع عام 7 أبريل 1957 يقضي بإنهاء نظام الحماية الإسبانية في شمال المغرب ، فإن الحماية الثقافية استمرت لعدة سنوات من بعد: بحيث واصلت ساكنة تطوان تفضيل صباحيات "يومية افريقيا" بينما أهل طنجة "اسبانيا طنجة". وأيضا التعامل بعملة البيسيطا يين مدينة الفنيدق والقصر الكبير، كانت تعرف محلات بيع الكتب "اسكولار والكاثار" إقبالا شديدا وسريعا لجميع إصدارات "إلبويبلو" لإميلو روميرو، و"إنفورماثيون" لخسوس دي لا سرنا، وحتى "اريبا" و "الكثار"، كلها مجتمعة كانت تأتي من تطوان، عبر ثغرة سبتة، قبل سنوات عدة من وصول "العلم" أو "اوبينيون" التي تعتمد اللغة العربية أو الفرنسية. وتليها جريدة حزب الإستقلال بعدد مهم من القراء المتشبعين بإيديولوجية هذا الحزب، وجريدة "الأنباء" التي تعتبر جريدة رسمية بالرباط. كانت تجذب المشورات اهتمام أهل الشمال الذين كانوا ينتظرون بشدة وصول الأحد لقراءة "شارماتين" أو "كامبنوا" وحتى سنوات السبعينيات التي عرفت عملية تأميم قطاع الصحافة في المغرب، وفيما بعد تم الاتجاء الى استوراد الصحف من الجارة اسبانيا، فلقد كانوا التطوانيين قراء مثابرين للعديد من العناوين الإسبانية. كان البعض من القراء من كان يدعي التجائه الى الإسبانية، إلى درجاته الضعيفة في الفرنسية كردة فعل عفوية على ظهور احتلال آخر في شمال المغرب أكثر صمتا وحدة: لقد تحول الاحتلال الفرنسي من ماضيه الكاذب المستمر إلى رعب للحاضر والمستقبل " في الرباط، الناطقون بالفرنسية هم من يصدرون القرارات بينما نحن لا يجب أن نفكر حتى في ذلك، لازلنا لا نعني شيئا كما كنا في فترة الحماية أو أكثر..." كان هذا تعليقا لصديق متوفي من تطوان، مشهور في مدينة الحمامة البيضاء لمعارضته الشديدة لما كان يسمى "الغزو الفرنسي في شمال المغرب والذي فضلنا عدم الكشف عن اسمه.

Comentarios