المدونة نتاج عربدة نسوانية بقلم المختار الغربي


     منذ إقرار المدونة في نسختها الجديدة، تعالت وتوالت المطالب بمزيد من (التعديلات وترسيمها)، وكلها بهدف تقويض المزيد من الأسس الشرعية والفقهية والدينية لما كانت عليه المدونة وكما هي الآن بعد تعديل بعض نصوصها.
    المتتبع للمراحل التي قطعتها مدونة الأسرة إلى حين الإعلان عن تفاصيلها النهائية، لن يعدم البراهين على النيات السيئة التي حركت سواكنها، وإذا حازت القبول والرضى من كافة الفرقاء، فلأن الملك احتضنها وأشر عليها وبالتالي لم يبق هناك مجال للطعن فيها، كما أنه لم تعد هناك أية ذريعة لمواصلة الكلام حول حقوق المرأة وحمايتها وتحريرها.
    لكن يجب الإقرار بأن مسألة المدونة أخذت من المغرب قسطا وافرا من وقته ومجهوده واهتماماته وأمواله، وكان من الممكن توفير كل هذا بإبقاء الأمر على ما كان عليه في مدونة الأحوال الشخصية وإن اقتضى الحال فرز بعض بنودها وإعطاءها الإسم الجديد.

    ولهذا الأمر شقين : الشق الأول يتعلق بالنسوانية الحديثة، والثاني بمضمون المدونة الأولى المتعلقة بالأحول الشخصية، إذ أن الحركة النسوانية الحديثة تشكلت بسبب عدة عوامل، هي من صلب انخراط المغرب في حركية العصر خلال الثلاثين سنة الماضية، ومن ضمنها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، كما أن جل الإناث اللائي تحملن مسؤولية الدعوة لحقوق المرأة وتحريرها كانت لهن خلفيات متنوعة للقيام بهذه الدعوة وكلها خلفيات لا علاقة لها بالدين والأخلاق والعفة، ولم يكن من بينهن فقيهات ولا عالمات.

   أما الشق الثاني فإن العيب لم يكن في مدونة الأحوال الشخصية، ولكنه أصلا في مسايرة الساهرين على تنفيذها لمجمل مظاهر التسيب في المغرب، ومنها التسيب الأخلاقي الذي أفرز حالات من الإستهزاء بالمسؤولية في تدبير شؤون البلاد، ومنها الدوس على القوانين والأعراف وسيادة منطق الاستبداد واحتكار الثروات واغتصاب الحقوق والتفريط في الواجبات.
 وابحثوا عن الذين لا يخجلون


Comentarios