دار بريشة: وصمة عار في تاريخ المغرب تسجيل المختار الغربي


منذ أربع سنوات قامت هيأة الإنصاف والمصالحة بزيارة معاينة ل "دار بريشة" بمدينة تطوان، بعد سلسلة من جلسات الاستماع الداخلية لتلقي إفادات وشهادات بعض ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في أوائل الاستقلال الذين كانوا عرضة للاحتجاز بالمركز المذكور.
 
تقع "دار بريشة" بحي (المحنش 2 )، قريبا من ضريح سيدي عبد الله الفخار وكلية العلوم، وقد كانت في ملكية السيد بريشة، باشا مدينة تطوان في فترة الحماية الأسبانية ثم آلت ملكيتها إلى السيد الرباحي بعد وفاة الباشا بريشة. وتتكون الدار من طابق سفلي وطابقين علويين فضلا عن قبو، يحيط بها سوران، أمامي وجانبي وفضاء كان يستعمل للمواشي والأبقار، كما تقطن بها أسرتان منذ ما يزيد عن أربعة عقود.
 
وتعتبر دار بريشة أول وأعرق معتقل للاعتقال السري والتعذيب أنشأه حزب الاستقلال في بداية استقلال المغرب، وذلك بهدف معاقبة خصومه السياسيين بعد أن يلتقطهم بالاختطاف والاحتجاز، في أول سابقة لانتهاكات حقوق الإنسان. وبذلك يكون المقر وما وقع فيه والذين أشرفوا عليه وصمة عار في تاريخ المغرب الحديث. وهناك عدة وثائق ومؤلفات تحكي بالتفصيل كل ما كان يقع في دار بريشة خلال احتلالها من طرف حزب الاستقلال والأفعال الإجرامية التي كانت تتم هناك بتعليمات من رموز الحزب.


في النهاية، تم التعتيم على هذه المرحلة السيئة والسوداء من تاريخ المغرب بكل الوسائل ولم يتم محاسبة أي واحد من أبطالها المعروفين بالأسماء والصفات.

Comentarios