أعطاب مدينة الراوي المختار الغربي


     اليوم انتقمت من نفسي، (صعدت شمالا) إلى المدينة، اعتبارا لأنني أقطن جنوبها. بدأت في القيام بجولة بين شوارع وأزقة ودروب المدينة وكأنني لأول مرة أدخلها، اعتبارا لأنني منذ أن ابتعدت عن وسط المدينة على مدى العشر سنوات الماضية لا أخرج من البيت إلا للضرورة وأهمها الالتزامات المهنية والزيارات الأسرية والعائلية.


راجلا وعلى مدى ثلاث ساعات تجولت بلهفة لأعاين      جديد المدينة أوراشها ومشاكلها وأعطابها وبؤس بعض شرائحها المظلومين والمكلومين، وغير ذلك من الأعطاب التي يصلني صداها بالتفصيل الصادق و(بعض) التفاصيل الانتهازية عبر (بعض) المتابعات (الإعلامية).

     هذه الإشارات (الغريبة) هي من تداعيات (اعتكافي القسري) منذ ثلاث سنوات، على خلفية (الأوضاع والأحوال الغريبة) التي بدأت تغزو مجالنا ومشهدنا الإعلامي في هذه المدينة، التي لم نعد نعرف كيف نعيش فيها ولا نستطيع تحمل بعض وجوهها القديمة والجديدة، المتأصلة والطارئة، اعتبارا لتدني المشاعر الصادقة وانعدام أحاسيس الوفاء والصدق والود وبراءة الأخلاق.

     بالإجمال، الأمور اختلطت والوجوه تجلدت والمشاعر (تميكت، من الميكة) والمشاعر (تمسخت وتوسخت) فلم يعد هناك مع من تصادق أو تثق أو (تخوي عليه قلبك) أو تبث له ما تشكو به ومنه. المشكلة أن هناك أسماء معدودة ووجوه محسوبة تعاني من نفس هذه (الظواهر الإنسانية والاجتماعية) وهى نفسها منكفئة، إما بسبب أزماتها العامة أو أمراضها أو تعرضها للجحود والإهمال أو تشبتها (بعذريتها الأخلاقية) التي ليست مستعدة للتفريط فيها أو بيعها أو مقايضتها.
     وكل من يعيش ظروفا أحسن من هذه، فأغلبهم (باعوا الماتش) إما من كرامتهم أو مبادئهم، أو (خربشاتهم)، في حالة الاشتغال ب (مهنة من لا مهنة له).
 
     الصور المصاحبة هي لأماكن معروفة جدا وحتى عند الأجانب، ويصادف أننا مررنا منها مئات المرات ونحفظ معالمها بالتفاصيل، لكني مع ذلك أشارككم فيها (حتى لا يذهب وقت تجوالي البدوى هباء منثورا).

Comentarios