من فضلكم، عودوا بعد ربع قرن (2) بقلم: المختار الغربي

     

بعد تحليل عميق لنتائج الانتخابات الماضية، أتجرأ بالقول بأن خسارتنا كانت أفدح مما كنا نتصور، ودع عنكم ما يتم ترويجه بأننا ربحنا رهانها.
تحليل النتائج يقودنا الى صدمة كبيرة، اعتبارا لكون الرهان كان على مشاركة مكثفة لتكون في حدود 70 في المائة من المسجلين في لوائح الناخبين، فاذا بنا أن هذه النسبة بالضبط هى التي قاطعت الانتخابات، بالتالى فان الرهان كان فاشلا وأدى الى نتائج كارثية.
ما سبق من التصرفات والمواقف المجنونة منذ بداية السنة، كانت حاسمة لنحصد ثمار سياسات حمقاء ومجنونة لإبعاد الناس عن المشاركة في صنع مستقبل يشارك فيه الجميع للبناء والتشييد والوصول فعلا الى انتقال ديمقراطي سليم.
المسؤولية تقع على الجميع، الدولة والأحزاب ورموزهما. هؤلاء هم سبب تدني نسبة المشاركة التي قلت عنها في مقالي السابق  تحت عنوان "من فضلكم، عودوا بعد ربع قرن" في جزئه الأول، وهذا ما حصل بالفعل وسيحصل. يلزمنا ربع قرن آخر من التمنيات لنكون راشدين ومستعدين لاختيار ديمقراطي سليم، والوصول الى انتقال ديمقراطي حقيقي.
المنتصرون والمهزومون سواء في همهم. والخاسر هو المغرب والمغاربة.
لا تلوموا المقاطعين، فلم يكن لديهم بديل أو اختيار آخر للانخراط في عملية لا تتوفر على أبسط شروط النجاح. ليس مهما أن تعبر الداخلية عن فرحها الصبياني، وليس مهما أن يحتفل المنتصرون بانتصارهم الزائف، بل المهم هو ال 70 في المائة من الضحايا الذين تركوهم على حافة الطريق وهم تائهون لم يعرفوا طريقهم الى ممر آمن.
35 أو حتى 40 في المائة من المشاركين ليس مقياسا لأية جهة لتتبجح بانتصار شخص أو حزب أو وزارة أو مؤسسة أو رهان، النسبة دليل فشل وليس دليل نجاح.

من فضلكم، عودوا بعد ربع قرن، حينما تنضج عقولكم وتتغير أساليبكم.

Comentarios