CON ACENTO MARROQUI يقدم كتاب حفريات من زمن اليأس للمختار الغربي الجـــــــــــزء 49


للذين لم يتمكنوا من الاطلاع على الكتاب، ننشر تباعا المقالات التي يتضمنها كما صدرت في حينه وحسب تواريخ نشرها

الساسة والسياسة في قبضة الشعوذة الصهيونية
انعقد يومي 28 و29 من شهر أبريل الماضي 2004 بمدينة برلين «مؤتمر معاداة السامية» شارك فيه ممثلون عن 55 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون والأمن في أوربا والدول الحليفة، وأصدروا ما أطلق عليه «بيان برلين». حضر المؤتمر 750 شخصية مما سمي برفيعة المستوى، إضافة إلى ممثلين عن 150 منظمة غير حكومية بناء على دعوة الحكومة الألمانية وتحت رئاسة بلغاريا. وطبعا كان ضمن المدعوين رموز الصهيونية في العالم، وافتتح المؤتمر الرئيس الألماني بوهانس راو.
«بيان برلين» الذي صدر في ختام المؤتمر، رفض كل أنواع الكراهية لليهود، كما التزمت الدول الأعضاء في منظمة التعاون والأمن الأوربي «بالعمل على صياغة القوانين التي تضمن المحيط الآمن الذي تخلو فيه كافة جوانب معاداة السامية.
كما اتفق الحضور على خطوات عملية تجلت في برامج التعليم وفي تأسيس هيئة للمراقبة في مدينة وارسو ستكون مهمتها في المستقبل جمع معلومات عن أية نشاطات عنف معادية للسامية.
بعد ثلاثة أشهر عن انعقاد هذا (المؤتمر السخيف) والغريب في آن، لم يصدر عن أية جهة عربية أو إسلامية أي رد فعل على بيانه وقراراته، لأن عنوان المؤتمر يهم هذه الجهات بالأساس أكثر من غيرها. فجل المواجهات والإتهامات توجه لها من طرف الصهيونية العالمية وحماتها، ولم يسبق في التاريخ أن تحددت بهذا الوضوح الجهات الداعمة لهذه الحركة العنصرية وفي تجمع من هذا الحجم وعلى هذا المستوى : 55 دولة وازنة ومؤثرة في السياسة الدولية، وأكثر من 150 منظمة غير حكومية. إنه تحالف دولي خطير لم يلتئم لوجه الله وحبا لعيون الصهيونية فحسب، ولكنه رسالة واضحة لتكتل واضحة معالم الشر فيه. من جهة : لم يكن لينعقد هذا المؤتمر لولا سيطرة اليهود والصهيونية العالمية على كل هؤلاء الدول والمنظمات وممثليهم. ومن جهة ثانية، المستهدف أساسا هم العرب والمسلمين بدولهم وجالياتهم المنتشرة عبر كافة أرجاء العالم. بكلمة واحدة : إنه تهديد بالقمع والعقاب والخنوع، أو لنقل، هذا حاصل بالفعل ولكن المؤتمرون شعروا بنقطة اللاعودة عن شرهم وغيهم وظلمهم ومذلتهم وهم يرزحون تحت جبروت الصهيونية وآثامها وشرورها وطغيانها.
أنه لأمر غريب أن يجتمع ممثلو 55 دولة من دول منظمة التعاون والأمن في أوربا والدول الحليفة في مؤتمر كبير ومكلف تحت إشراف دولة (ألمانيا) التي خضعت لابتزاز اليهود طيلة عقود وإلى الآن وقدمت لهم ملايير الماركات (العملة الألمانية) اقتطعتها من جيوب الألمانيين واهبة إياها إلى أسوأ تجمع بشري في العالم يسمى إسرائيل على أرض اغتصبتها من أهلها، موظفة بذلك (أسطورة الهولوكوست) أو المحرقة كفزاعة استولت بها على عقول ساسة الغرب وأمريكا ورفعتها في وجههم للتخويف والإرهاب.
في كلمته الختامية أمام هذا المؤتمر، دعا وزير الخارجية الألماني إلى عدم السماح مطلقا بتكرار (الهولوكوست).
ويحق لنا أن نسأل هذا السياسي المتصهين : وماذا تسمي ما يتعرض له الفلسطينيون؟ وكيف تسمحون بالتكرار إذا كنت تعتقد أن اليهود تعرضوا لتلك المحرقة.
إن السياسة الدولية تتعرض لكل أنواع النصب والإحتيال عندما يقع اجتماع على هذا المستوى ليؤدي ثمنه الأبرياء والضحايا في فلسطين المحتلة تحت ضربات أسوأ الجرائم التي يقترفها الصهاينة على أرضها الطاهرة الزكية بتاريخها ودماء شهدائها في عالم يتشدق بحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب والتطرف. والحالة أن شعب فلسطين وأرض فلسطين استحلا باسم الإرهاب والتطرف : الصهيوني برعاية وحماية إرهاب الدولة الممارس والمحتضن من كل هؤلاء المنضوين تحت لواء هذا المؤتمر.
أهكذا سنبني عالم الفضيلة والتسامح والحوار والتعايش؟!
 ألا يستحق الفلسطينيين مؤتمرا دوليا على نفس المستوى ولو بأضعف الإيمان للمواساة والدعم؟!
طنجة 2004/8/7


Comentarios