الاشهارات الدولية للحرب ضد الإسلام بقلم: المختار الغربي


    
منذ بضعة شهور قامت مجموعة من المرتدين عن الدين الاسلامي، تتكون من 30 شخصا، بتأسيس جمعية بالعاصمة الفرنسية باريس، واختاروا الاعلان عن ذلك مع بداية شهر رمضان المعظم، مع ابداء نيتهم المتمثلة في الخروج عن الدين الاسلامي بالإلحاد والتهجم على مبادئه وضوابطه. كما أعربوا عن هدفهم في التحرر الكامل من كل الضوابط الأخلاقية والتربوية.
    مثل هذه المواقف والتصرفات ليست جديدة ولا منعزلة، خصوصا في فرنسا التي يتغلغل الصهاينة في دوالبها وإعلامها، بل سبقتها حماقات كثيرة من طرف مثل هذه النماذج المتهورة أخلاقيا ونفسانيا واجتماعيا، في أماكن متعددة من العالم، أقربها إلينا ما يقع في الولايات المتحدة الأمريكية على عهد الرئيس الحالي،. كما أن مثل هذه المواقف لا تظهر بصفة تلقائية وعفوية، بل ان كل المؤشرات والخلفيات تعلن عن كونها مخطط لها وتنفذ على أياد وجهات، في حالات، معروفة ومكشوفة، وفي حالات أخرى حساسة جدا، يتوارى رموزها، ليدفعوا الى الواجهة المنحرفين وذوو النفوس الضعيفة والأفكار المهزوزة.
    لكن، هناك معطى مهم جدا يتم تجاهله والتعتيم عليه بكل الوسائل والأساليب، وهو: لماذا يتم توجيه اللوم دائما للإسلام والمسلمين؟ لماذا يتم التهجم بعنف على القواعد الاسلامية؟ لماذا يتم استهداف الدين الاسلامي بالخصوص؟ لماذا يتهرب كل الملحدين والمنحرفين والمرتدين من ربط تحررهم  من كافة القيود الدينية بكل الأديان ويركزون على الإسلام وحده؟.
   أمام كل هذا الكم من الأسئلة وأخرى كثيرة، يحاول كل أولئك الصاق كل مساوئهم الأخلاقية والفكرية والسلوكية بالإسلام وحده، ولا يتجرؤون على الاقتراب من الديانتين اليهودية والمسيحية، وكأنهم يؤكدون على أن اليهود والنصارى هم أنفسهم (بالإجماع) ملحدون ومنحرفون أو أن الديانتين معا تدعوان الى الالحاد والفسوق والفجور.
    وهذا هو وجه السخرية في مواقف الملحدين ومفسدى الأخلاق، ففي الوقت الذي يهاب هؤلاء الاقتراب من اليهودية والمسيحية، فإننا نعرف بكل التفاصيل أن اليهود والنصارى بالذات هم الذين يقفون وراء هؤلاء ويمولونهم ويشجعونهم على مهاجمة الاسلام وأخلاق المسلمين، كما يمولون كل الحركات الهدامة التي تقوم بإشعال الفتن السياسية والدينية في ديار العرب والمسلمين، وكلهم من أسباب ما يقع من تجاوزات دينية وسياسية  في تلك الديار.
    يعني كل هذا بأنه، أينما وحيثما ظهر شخص أو جماعة تدعوا الى الالحاد وتهاجم الاسلام، فثمة دائما عملاء ومنحرفين ويهود ونصارى ومخططات مرسومة من أجل فتنة المسلمين وإلهائهم وإشغالهم عن التفرغ لمشاكلهم وأعدائهم الممثلين في الجهل والفقر والأمية والبطالة والتخلف.
     المسلمون أقلية لأنهم يتبعون ديانة فواجب أية دولة أجنبية احترامهم وحمايتهم، أما الذين يخرجون عن القاعدة، فهؤلاء مجرد فوضويون ومنحرفون ومجرمون يجب محاربتهم والتصدي لهم. وبما أنهم مغاربة فرنسيون، فهل سيواجهون الدولة الفرنسية بالجرم لأنها تدعم المؤسسات الدينية؟.
    ألا يستطيع هؤلاء أن يفهموا هذه القواعد البسيطة والواضحة؟.

فليعلم الجميع، بالأخص المسلمين، أن كل هذا لا يقع بالصدفة ولا بتلقائية، بل بناء على خطط وبرامج وأجندة، يوظف فيها أشخاص متهورون ومجرمون ومؤسسات لديها امكانيات مالية ولوجستيكية ضخمة.


Comentarios