من مظاهر الأزمة في العلاقات المغربية الجزائرية بقلم:المختار الغربي





    بين المغرب والجزائر سوء فهم كبير، ورثاه من الاستعمار ولم يتجاوزاه إلى اليوم، بل زاد سوءا واستفحالا مع تعنت الجزائر في قضية الصحراء المغربية. طبعا هناك سلبيات أخرى بسبب تصرفات غير بريئة ودوافع ذات خلفيات تاريخية، سياسية، اقتصادية، اجتماعية وجغرافية، وكلها تتدافع وتتفاعل وتتقاطع وتتشابك لتفرز هذه الوضعية الغريبة بين بلدين يشتركان في كل شيء وتفرقهما المصالح والأنانية والشكوك.

   حدث تاريخي وقع في المغرب دفع الفرنسيين إلى تعميق جراحاته  باقتطاعهم أراضى ومناطق من التراب الوطني وألحقوها بالجزائر، مما نتج عنه سلسلة من الخلافات بين البلدين أدت إلى المواجهة العسكرية لشهر أكتوبر 1963. وقعت الحرب رغم كل الجهود والتضحيات التي بذلها المغرب والمغاربة لدعم الثورة الجزائرية ورغم المؤامرات الفرنسية لإبعاد المغرب عن تضامنه معها والرفض القاطع للنوايا الفرنسية لزرع الخلافات في هذا الشأن للتخلي عن الثورة الجزائرية.

   وبعد استقلال الجزائر بدعم من المغرب، انتظرت الحكومة المغربية أن تفي الجزائر بوعدها في حل مسألة الحدود الموروثة من الاستعمار الفرنسي دون جدوى، بل تبنت الجزائر سياسة إضعاف جارها المغرب.

الصحراء المغربية:

قبل أكثر من عشرين سنة، قامت الطغمة العسكرية، المتحكمة في النظام الجزائري، بانقلاب عسكري ضد الشرعية الشعبية، التي اختارت عبر صوتها، ممثليها لتسيير شؤونها، في الانتخابات المحلية، 12 يونيو 1990  والبرلمانية، 26 دجمبر 1991، حيث تحول تدخل العسكريين إلى مآسي دامية وحرب أهلية مفتوحة، مستمرة إلى اليوم ضد الإرادة الشعبية للجزائريين لممارسة حريتهم وإرادتهم السياسية، مما عرضهم إلى إرهاب الدولة على يد مجموعة من الفاسدين والخارجين عن القانون.

جزائر اليوم، ومنذ ذلك التاريخ، تعيش انهيارا على كافة المستويات المرتبطة بحياة الجزائريين، اقتصاديا واجتماعيا، حيث يعيشون مأساة وطنية وجراحا عميقة نتيجة الإخفاقات السياسية والاقتصادية وسيطرة الجيش على الثروة الوطنية.

اغتصاب العسكر في الجزائر للإرادة الشعبية، كانت له تداعيات خطيرة، حيث خلفت :

17.000
جزائري اضطروا للفرار من بلدهم بسبب إرهاب الدولة.
 
اعتقال نصف مليون مواطن جزائري.
 
اختطاف 20.000 مواطن، لم يعرف لحد الآن مكانهم وهل هم أحياء أم أموات.
 
اغتيال 200.000 بريء.
 30.000
أرملة ومليون من الأيتام.

    كما أن الجزائر، وتحت سيطرة الجيش، صرفت 200 مليار دولار خلال 35 سنة في مواجهتها للمغرب، وبسبب موقفها العدواني في قضية الصحراء المغربية. صرفتها المؤسسة العسكرية:

لشراء الأسلحة للبوليساريو.
ارشاء الدول والرؤساء.
إنشاء الجمعيات الموالية للانفصاليين.
ارشاء وسائل الإعلام الدولية، من ضمنها الاسبانية وصحافييها.
تمويل احتياجات قادة البوليساريو في الأسفار، تنظيم الندوات المؤيدة لهم، ولائحة طويلة في هذا الشأن.

    مقابل هذا التبذير لأموال الجزائريين واختلاسات قادة الجيش، يعيش الشعب الجزائري في فقر ومشاكل اجتماعية واقتصادية لا حصر لها. كما أن مسألة الصحراء المغربية، بالنسبة للنظام الجزائري، هي مجرد تجارة له ولقادة البوليساريو، لا غير. ولا أحد منهم يهمه معاناة الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف





    


























Comentarios