البوليساريو تحتظر بقلمذ محسن المسكين.


 


إن تأسيس جبهة البوليساريو لم يكن بتاتا بهدف تحرير الساقية الحمراء وادي الدهبِ، التي حررها المغرب من قبضة المستعمر الإسباني بإعتباره الوصي الشرعي على وحدته الترابية من طنجة الى الكويرة قبل الخضوع لنظام الحماية. بل و لم تأسس على مبادئ أو أفكار نضالية، و إنما على أشخاص تم تمويلهم لخدمة أجندة سياسية أجنبية معينة.
        إن التنظيمات الشرعية أو غير الشرعية التي تتأسس على أشخاص و ليس على أفكار و مبادئ تندثر بمجر موت أولئك الأشخاص. فموت العديد من القياديين و المؤسسين الصوريين لجبهة البوليساريو- أقول الصوريين أو الشكليين  لأن من كان وراء تأسيسها هو النظام العسكري الجزائري بمعية إسبانيا و القوى الاشتراكية الحية أنداك خصوصا بأمريكا اللاتينية- عجل ببداية لنهاية حتمية نتيجة إستنزاف مواردها البشرية بفعل العودة الى الوطن الام المغرب .وقد أكد البشير الدخيل و هو من مؤسسي جبهة العار و العائد الى أرض الوطن تلبية لنداء  "أن الوطن غفور رحيم"  أنه " بعد لقاء المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه مع مجموعة من قيادات البوليساريو سنة 1988 بمراكش تولدت فكرة النداء السامي ان اوطن غفور رحيم سنة 1989 و هي سنة سقوط جدار برلين و بداية لحقبة جديدة من تاريخ البشرية و قد استبشرنا خيرا و فهمنا من الدعوة انها ارادة ملكية سامية من اجل تصالح وطني و العيش  الكريم لكافة المعارضين الصحراويين منهم و غيرهم ".
            إن هروب العديد من المحتجزين الصحراويين من المخيمات هو نتيجة طبيعية للقهر و التسلط الممارسين عليهم.  و قد إستطاع الفارون من ويلات جحيم تندوف ،كسر سياسة الإكراه التي تنهجها قيادات البوليساريو، كما هو الحال  للمحجوب السالك ،و هو أحد مؤسسي جبهة العار و المتزعم لخط الشهيد المعارض لجبهة العار من داخل المخيمات، الذي خاطب اخوانه المغاربة الصحراويين " جئتكم من مخيمات تعاني التهميش و الاقصاء و لا احمل بندقية بل حاملا غصن زيتون لمحاربة سياسة و ثقافة الاكراه و كسر الحاجز الذي تركته سنوات النزاع القائم  على الحقد بيننا ".
إن اقتناع الصحراوين بعدم أهلية البوليساريو بتمثيلهم ،جعلهم يطوون صفحة الماضي و لاسيما أن  المغرب اليوم كما جاء على لسان المحجوب السالك " ليس هو مغرب القديم الذي غادرناه مكرهين قبل أربعين سنة لم تكن عبر التاريخ مشاكل بين الصحراويين و الأسرة الملكية في المغرب لكن أخطاء الوسطاء  هي من أنتجت البوليساريو"
وقد أوضحت منظمة وورلد أكشن فور ريفيجيز على لسان إيريك كاميرونأن"الفضيحة التي كشف عنها المكتب الأوروبي لمكافحة الغش يقودنا إلى التساؤل حول العدد الحقيقي لما يسمى ب"اللاجئين الصحراويين" وما إذا كان هؤلاء يعتبرون أن البوليساريو ممثلهم الحقيقي"..
           إن الخرق المستمر لحقوق الانسان الصحراوي المحتجز بمخيمات العار و ما يعانيه من فقر ويأس وحرمان ، جعل جلالة الملك محمد السادس، الوصي الشرعي على الأقاليم الجنوبية على غرار باقي ربوع المملكة المغربية داخليا و خارجيا، يطرح تساؤل مشروعا بمناسبة الخطاب السامي الذي وجهه جلالته، نصره الله، مساء يوم الجمعة6 نونبر 2015، إلى الأمة بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفر: " أين ذهبت مئات الملايين من الأورو التي تقدم كمساعدات إنسانية والتي تتجاوز 60 مليون أورو سنويا، دون احتساب الملايير المخصصة للتسلح ولدعم الآلة الدعائية والقمعية للانفصاليين؟. كيف يمكن تفسير الغنى الفاحش لزعماء الانفصال الذين يملكون العقارات ويتوفرون على حسابات وأرصدة بنكية بأوروبا وأمريكا اللاتينية؟.ولماذا لم تقم الجزائر بأي شيء من أجل تحسين أوضاع سكان تندوف الذين لا يتجاوز عددهم 40 ألفا على أقصى تقدير، أي حي متوسط بالجزائر العاصمة ؟ وهو ما يعني أنها لم تستطع أو لا تريد أن توفر لهم طيلة أربعين سنة حوالي 6000 سكن ، يصون كرامتهم بمعدل 150 وحدة سكنية سنويا.ولماذا تقبل الجزائر التي صرفت الملايير في حربها العسكرية والدبلوماسية ضد المغرب بترك ساكنة تندوف في هذه الوضعية المأساوية واللاإنسانية؟"
لقد أصبح الصحراويين المغاربة واعيين أكثر من أي وقت مضى  بأن المسرحية المحبوكة تحت عنوان " تحرير الساقية الحمراء و وادي الدهب" من إخراج الجزائر بسيناريو إسباني- أمريكي لاتيني قد انتهت ، خصوصا و أن البوليساريو  كما جاء في تصرح المحجوب السالك أصبحت " قيادة ضعيفة  و عاجزة و فتحت لها الجزائر فرصا للرشوة و الفساد و اصبحوا بيادق بيدها"
        بدورهم سئم الحلفاء الأوربيون الكلاسيكيون الذين يروجون للأطروحة الانفصالية من داخل البرلمان الاوروبي من سياسة " التباكي و المظلومية" التي تحاول البوليساريو أن تصدرها لهم بمعاييرها المخادعة للأرض الواقع. الواقع الذي أظهرته أشرطة الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كشفت عن فضيحةالتلاعبات بالمساعدات الانسانية المقدمة للمحتجزين بمخيمات العار و التعذيب للمحتجزين باختلاف أعمارهم و جنسهم . فالفساد الذي اصبحنا نراه اليوم ببشاعة عن جبهة البوليساريو ليس وليد اليوم بل من طبعها، الا أنه  مع تطور التكنولوجيا و مواقع التواصل الاجتماعي أصبح الفساديصل إلى المجتمع الدولي علنا ، الذي بدأ يقتنع بأن جبه العار جماعة ترتزق على حساب المواطنين الصحراويين المحتجزين فوق التراب الجزائري.
و في هذا الصدد أكد رامون مورينو كاستيافي مقال نشر بالمجلة الإسبانية أطلايار بين الضفتين أن "الانشقاقات والتطاحنات الداخلية حول السلطة بمخيمات تندوف، والتي باتت أكثر وضوحا من أي وقت مضى، وغياب حقوق الإنسان، وسحب الدعم من الجمهورية الوهمية لا سيما بأمريكا اللاتينيةالحقيقة هي أن مخيمات تندوف أضحت سجنا حقيقيا حيث تمارس كل أعمال التعذيب، في انتهاك ممنهج وصارخ لأبسط حقوق الإنسان بموافقة ومباركة الجزائر وقادة البوليساريو"
و في نفس السياق قال إيريك كاميرون عن منظمة وورلد أكشن فور ريفيجيزأنه  "لسوء الحظ، يتم انتهاك حقوق الصحراويين بمخيمات تندوف من قبل أولئك الذين من المفروض أن يحمونهم"
          إن حبل الخيانة قصير، مهما عمل الصحراويون الانفصاليون لن ترضى عنهم قيادات البوليساريو التي بدورها لن ترضى عنها الجزائر و لا حلفائها و لو اتبعت الأطر وحتهم المعادية للوحدة الترابية المغربية .
لقد أصبح جليا أن إستنزاف الموارد البشرية المؤسسة لجبهة العار و عودتها الى أرض الوطن للمساهمة في قطار التنمية البشرية للجهات الصحراوية الثلاث و إندثار القوى الماركسية الداعية للانفصال و تقرير المصير خاصة في أمريكا اللاتينية، التي راجعت اوراقها و فتحت صفحة ديبلوماسية جديدة مع المغرب الذي اصبح منفتحا على الجميع و اقتناع مجموعة من المستثمرين الأوربيين في الاطروحة الانفصالية بالبرلمان الاوروبي بأن مصلحتهم مع المغرب المستقر سياسيا و النامي اقتصاديا و المتطور حقوقيا  كلها عوامل بالإضافة الى أخرى جعلت البوليساريو تعيش مرحلة بداية النهاية أو بمعنى أدق تدشن مرحلة الإحتضار .


Comentarios