بقلم ذ محسن المسكين. البوليساريو مافيا الهجرة السرية ومحتضن الجماعات الإرهابية

 



لا يكاد يمر يوم أو يومين حتى توقف المصالح الأمنية المغربية العديد منالقوارب على متنها العشرات من المهاجرين السرين في اتجاه السواحل الإسبانية .فبالرغم من المجهودات التي يقوم بها المغرب لإدماج المهاجرين المنحدرين من جنوب الصحراء المغربية, إلا أن العديد منهم لايزال يعتبر المغرب بلد العبور و ليس للإقامة.  و للقضاء على هذه الظاهرة وجب إجراء عملية إستئصال إستعجالية لمسبباتها ,الشيء الذي يدفعنالتساؤل عن من المسؤول عن توافد هؤلاء المهاجرين عبر الصحراء رغم المجهودات التي تبدلها السلطات المغربية؟
إن غالبية المهاجرين غير الشرعيين يصلون  إلىالمغرب عبر صحراءه على الحدود الجزائرية ,حيت تنشط البوليساريومافيا الهجرة السرية بالمنطقة المغاربية. فالبوليساريو أصبحت تشكل خطرا على إستقرار المنطقة الاور-ومتوسطية بفعل تورطها في تنظيم شبكة الهجرة السرية. و في هذا السياق, قال مولاي احمد مغيرات عضو المجلس الوطني الاستشاري للشؤون الصحراوية أن "المهاجرين السرين ليسو وحدهم ضحايا الأزمة الاقتصادية العالمية , ولكن أيضا الجهات المستفيدة من دعم مجموعات انفصالية على غرار البوليساريو".
      لقد أصبحت البوليساريو رائدة في الإتجار في البشر من خلال إستغلالها لملف الصحراء المغربية. فما تقوم به جبهة العار يدخل في سياسة الكيل بمكيالينلاسيما إن هؤلاء المهاجرين السرين مجهولوا الهوية;فمن جهة تساعدهم على العبور مقابل أجر محدد و الترويج للجمهورية الوهمية في أوروباخصوصاأن غالبية المهاجرين يفضلون الطريق البرية نظرا لقلة أهوال الطريق البحرية , و من جهة أخرىتوظفهم مقابل أجر يسير في شكل مليشيات إرهابية ضد الانسانية عموما و المغرب على وجه أخص.
إنقرب دول المغرب العربي من القارة العجوز خصوصا "بلدان الأحلام" جعله الوجهة المفضلة لدى العديد من المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء.فالبلدان الأورو-متوسطية أضحتمهددة أكثر بفعل تدفق المهاجرين بشكل مهول على أراضيها,في ضل تفاقم الازمة الاقتصادية بأوروبا. فالتوافد الغير مسبوق للمهاجرين دفع الإتحاد الأوروبيإلى التحرك لإيجادحلول لهذه الظاهرة و لاسيما بعد الأحداثالإرهابيةالأخيرة التي شهدتها مجموعة من البلدان الأوروبية خصوصا فرنسا و ألمانيا و بلجيكا.فالأزمة التي تمر منها أوروبا جعلت العديد من المهاجرين الذين لم يستطيعوا الاندماج الإحساس بخيبة الأملالشيء الذي يسهل إستقطابهم من طرف بعض الجماعات المتطرفة البعيدة كل ابعد عن قيم الدين الاسلامي الحنيف. لكن هناك دول كإسبانيا التي تحاولخلق التوازن بين تأييد البوليساريو الذي يخدم أجندتها الكولونيالية و بين محاربة الهجرة غير الشرعية التي تورطت فيها  جبهة العار من خلال تسهيل ولوج المهاجرين إلى الضفة الأخرى.
لقد أضحت الجماعات المتطرفة و الانفصالية تشكل خطرا على جل دول المعمور.فالنشاط المتنامي للجماعات الإرهابية في منطقة شمال إفريقيا يبعث على القلق خصوصا في ضل بطئ أو إنعدامالتعاون بين بلدان المغرب العربي في مجال محاربة الإرهاب. فالنزاع المستمر بشان قضية الصحراء المغربية المفتعلة يشكل عقبة أمام إقامة مغرب عربي حقيقي ,و هذا مالا تصبواإليه الجزائر التي لازالت متعنتة و تستمر في غلق الحدود مع المغرب في ضل حكم الجنيرالات فعليا للبلاد.إنالقضاء على هذه الجماعات الإرهابية التي تصدر و تستورد  التطرف إلى و من باقي القارات لا يمكن أن يتحقق إلا بعدببترالبوليساريو التي تروج لفكر التطرف و الانفصال.و قد اكد مولاي احمد مغيرات أن "البوليساريو تستغل تهريب المهاجرين غير الشرعيين للمس بأمن المغرب من بوابته الشرقية" الشيء الذي دفع وكالة الأمنالإستخبراتية اليابانية (ب س ي أ) الى تحدير المجتمع الدولي من خطر إقامة "علاقة تعاون بين جبهة البوليساريو و تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي و كذا تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية المتواجدة باليمن".
إنمكافحة الجماعات الإرهابية يتطلب من المجتمع الدولي إعادة النظر في جبهة العار التي تقومبالتجنيد الإجباريللصحراويين المحتجزين في مخيمات العار و زرع قيم العداء و التطرف في نفوسهم. وقد نبهت وكالة الأمنالإستخبراتية اليابانية (ب س ي أ) القوى الحية الى أن"البوليساريو بكل مكوناتها تمثل خطر أكبر من حلفائها (تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي و كذا تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية المتواجدة باليمن )على المنطقة و إنها تسخر مساعدات موجهة لترويع منطقة الصحراء في غرب إفريقيا".
 في هذا السياق أكد جون بيير فيليو٬ الأستاذ بالمدرسة العليا للعلوم السياسية بباريس٬ والمتخصص في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلاميأن"تواجد مثل جبهة العار في المنطقة  لا يشكل خطر على المغرب لوحده و إنما يتعداه ليصل رياح الإرهاب و التطرف إلىأوروبا من خلال إحتضان للاجئينالانفصاليين."
فبالرغم من المجهودات التي تقوم بها المملكة المغربية لوقف نزيف الهجرة السرية ,فإنه من الواجب أن تتضافر جهود الدول الأورو-متوسطية بما فيها الجزائر التي تسمح للمهاجرين من التسلل إلى المغرب عبر تندوف جنوبا و وجدة غربا.  فأوروبا يجب أن تدعم مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغربو الذي تدخل لتسوية وضعية المهاجرين الأفارقة و إدماجهم في سوق الشغل الوطنية حتى يخفف الضغط على القارة العجوز و بالتالي يساهم في وضع حد لهذه  الظاهرة. إن إستئصال البوليساريو من المنطقة هو السبيل الوحيد للحد من تدفق المهاجرين على المغرب و منه الى أوروبا.فتندوف أصبحتملاذا للفارين من العدالة و الراغبين في الانضمام لتنظيمات المتطرفة و كيف لا و هي التي تكوين الجماعات الانفصالية و المتطرفة على ترابها.إن تندوف باتت تشكل منطقة خطيرة على جميع بقع المعمور و هي منطقة وهبت لإنفصاليين و متطرفين من أجلإضعاف المغرب القوي بنظامه الملكي و شعبه الوفي.


Comentarios