الى كل منبهر ببعض الصحافيين الاسبان بقلم: المختار الغربي



بعض المحسوبين على الصحافة المغربية والذين يعتقدون أو يجعلون من الآخرين أن يعتقدوا بأن لهم الباع الطويل في الصحافة المغربية، الفرنكفونية العميلة بالذات والتخصيص،  يكشفون عن انبهارهم بالصحافي الاسباني "اغناسيو سمبريرو"  ومن بين هؤلاء من يتعاونون معه ويمدونه بالمعلومات، بل ويترجمون له بعضها، بالخصوص حينما يريدون تمرير بعض الأمور التي لا يستطيعون قولها وكتابتها ونشرها، وهذه حالة وقفت عليها شخصيا في العديد القضايا.
سمبريرو هذا بنى مجده في الصحافة على هموم ومعاناة المغاربة، بالأخص فيما يتعلق بقضية الصحراء، وقبلها لم يكن شيئا مذكورا، كان نكرة وهو يكتب عن القضايا الأوربية ولا أحد كان يهتم بما يكتب، خصوصا وأن أوربا فيها صحافيين أكثر من سمبريرو وزنا وقيمة وشهرة. لهذا اتجه الى دول منطقة المغرب، حتى اعتبره البعض بأنه خبير في قضايا المملكة بالأخص، وقد تعود الاشارة الى أنه مراسل فيها وهو في مكتبه بالعاصمة الاسبانية.
المنبهرين بهذا الصحافي الاسباني لم يخطر ببالهم أبدا أن يحللوا طبيعة المقالات التي يكتبها وطريقة كتابتها والمنهجية  المتبعة من طرفه في التحرير، ويعتبرونه محللا وبارعا. سمبريرو يكتب أيضا بالفرنسية اضافة الى لغته الأم الاسبانية، لهذا السبب نسج شبكة من العلاقات والصداقات مع عصبة معينة من الفرنكوفونيين الفاشلين، وحتى بعض من يكتبون بالعربية، وسيطر على عقول بعضهم وجعل منهم مصدرا لأخباره ومعلوماته وهو يعرف أن بعضهم يخدمون جهات معينة في هرم السلطة،  وبالتالي يحصلون منها على معلومات ليست متاحة للجميع، وفي أغلبها اما هى عبارة عن رسائل في حاجة لمن يشيعها أو لمجرد التقرب منه لأسباب معينة.
منذ سنوات وأنا على خلاف تام معه وأنتقده كلما سنحت الفرصة، ورغم ذلك، ومنذ أن كتبت ونشرت مقالا طويلا باللغة الاسبانية في عدد خاص بالصحراء وأحداث اكديم ايزيك في احدى الجرائد الورقية، عام 2010، وقد انبهر بمقالي بحيث لم يكن يتصور أن يكون في المغرب صحافي مغربي يكتب بمهنية مقالا بالاسبانية على مستوى لم يعهده هو نفسه.   منذ ذلك التاريخ بدأت أتوصل منه بكل مقالاته الى أن توقفت منذ سنتين بسبب ضياع وقرصنة بريدي الالكتروني، الى أن فوجئت قبل أيام بعودة إرسالياته، لكن ارسالية اليوم جعلتني أقتنع اقتناعا تاما وتأكيديا بأن سمبريرو مجرد "ببغاء صحافي" يحفظ بعض المعلومات أو يلقنونها له ليعيد نطقها، في هذه الحالة يعيد كتابتها ونشرها.
ارسالية اليوم عبارة عن مقال طويل بالفرنسية نشره في احدى المنابر الجزائرية التي يتعامل معها، وبدون شك بمقابل سمين، لأن الموقع مشهور وذو مقروئية. يتضمن المقال عرضا عن بنكيران وحزبه وانتخابات اكتوبر وسيطرة الملك والهمة وأخنوش وحزبه  وغيرها من الأمور التي يعرفها ويحفظها المغاربة كلهم عن ظهر قلب، وليست فيها أية أسرار أو ابداع أو تحليل ولا هم يحزنون. مجموعة من المعلومات التي يمكن لأى واحد أن يجدها بآلاف المقالات في الأنترنيت، وبكل اللغات.

هذا غيض من فيض مما يمكن قوله عن هذا الصحافي الذي يكسب قوته ببيع بعض الكلمات يلتقطها من هنا وهناك، اضافة الى أنه يبني مجده على انبهار وجهل بعض المغفلين مثله. 

Comentarios