القضية الوطنية والجبهة الاسبانية تعقيب: المختار الغربي


يبدو أن القضية الوطنية المتعلقة بالوحدة الترابية، تتطلب المزيد من اليقظة والحذر والتعبئة الشاملة على جميع المستويات، خصوصا على الجبهة الاسبانية التي تعتبر أسوأ جبهة من حيث الإساءة إلى قضيتنا الوطنية وانخراط الإعلام الاسباني في تجييش المجتمع والجمعيات في دعمها للأطروحات الانفصالية للبوليساريو ماديا ومعنويا، بالأخص على مستوى مقاطعات الحكم الذاتي التي تخصص ميزانيات ضخمة لا يستهان بها لدعم الانفصاليين والتضامن معهم.
اسبانيا الآن تعج بالجمعيات الناشطة التي لا تتوقف عن حشد الدعم للانفصاليين عبر آلاف المواقع الاجتماعية والفيديوهات والتظاهرات والتجمعات الخطابية وعرض الأفلام وغيرها من الأنشطة الممولة أساسا من طرف البلديات وجمعيات المجتمع المدني. كما أن الجزائر تساهم بقسط وافر من التكاليف والتنظيم وشراء ذمم السياسيين والإعلاميين والمثقفين والفنانين وغيرهم.
في مواجهة هذا الحراك الموجه أساسا ضد المغرب، تختفي القلة القليلة من الجمعيات التي تدعى دفاعها عن المغرب ولا يظهر لها أثر، حيث لا نسمع ولا نرى أية تحركات، لتوضح للإسبانيين الحقائق حول الوحدة الترابية للمغرب وإفهامهم حقيقة العصابات الانفصالية.
انه موضوع يتطلب الاهتمام به رجال ثقة ومناضلين مؤمنين بالقضية الوطنية، والأهم أن يكونوا على إطلاع عميق بملفها.


في احدى المناسبات نشرت جريدة الباييس الاسبانية مقالا تحليليا لممثل البوليساريو في الأمم المتحدة كله تحامل على المغرب ومواقفه ومبادراته حول قضية الصحراء المغربية. ورغم أن لنا رجال، ولو قليلون، يكتبون مثل تلك المقالات لتفنيد كل ما تروج له البوليساريو والقيام بمبادرات إعلامية في نفس الاتجاه وبنفس الاستراتيجية، وهم من يجب الاعتماد عليهم، فإننا نتجاهلهم ولا نوفر لهم الامكانيات والفرص لمواجهة أعداء الوحدة الوطنية.

الإعلام اليوم سلاح أقوى من الطائرات والدبابات وغيرها من الأسلحة، وهذا ما يراهن عليه ويقوم به الانفصاليون.


Comentarios