معاول الهدم التي تضرب في جدار الصحافة بقلم: المختار الغربي


ملخص تعليقي على سؤال طرحته احدى الصفحات على موقع تواصل اجتماعي حول تدخلاتي في شأن بيت الصحافة وحالة الاعلام المحلي بطنجة والاعلام الوطني بصفة عامة:
لم يسبق لي أن ركزت في تعليقاتي على الأشخاص، بل على العيوب التي شابت تركيبة المجلسين الاداري والتنفيذي لبيت الصحافة. أما مسألة المسيرين فقد ربطتها بتلك العيوب، لأن فساد الطريقة التي تمت بها التركيبة لا يمكن الا أن تأتي بأشخاص مشكوك في نزاهتهم ونياتهم. كما ربطت هاتين الملاحظتين بالوضعية العامة للصحافة على المستويين الوطني والجهوي، وهى وضعية لا تسر حتى العدو.

 في كل الأحوال، لقد قلت الكثير حول الموضوع بموضوعية وعفة ونزاهة مدافعا عن أخلاقيات مهنة الصحافة وباحثا عن صحافيين نزهاء لا يخافون في قول الحق والحقيقة لومة لائم، بالتالي ليس هناك ما يبرر التلاعب بالألفاظ ونبش موضوع لم يستطيع حتى الذين يهمهم الأمر مواجهته بما يستحقه من اهتمام، ليس لأنني كنت أول من طرح هذا الأمر، ولكن من أجل الحقيقة والمصلحة العامة، سواء ما يهم الصحافيين أو الرأى العام الوطني، وهذا ما حاول المعنيون بالأمر التهرب منه وعدم مواجهته بالصدق والمصداقية.

 ولا بأس من التذكير بأنني كنت على حق في كل ما كتبته حول هذا الموضوع وقد أتبتت الأيام صدق وجهات نظري والدفوعات التي قدمتها صونا لأخلاقيات المهنة ونزاهة الذين من المفروض أن يحموها. كما أثبتت الأيام بأنني، في هذا الموضوع بالذات، لا كنت طامعا ولا طماعا ولا انتهازيا ولا مدافعا عن فاسد أو فساد، بل كنت محاربا صلدا ضد كل تلك المثالب، وبسب مواقفي الصادقة عانيت على يد الفاسدين ولا زلت أعاني، وبسبب تلك المواقف يخاف مني الكثيرين ويخافون من التعامل معي لصدقي ومصداقيتي، في وقت كثرت فيه مظاهر الزيف والخداع وعدم الوفاء وعدم قول الحقيقة وعدم الصدق، كل هذا مقابل ترويج مفاسد الانتهازية والاختلاس والنصب والاحتيال وبيع الذمم وتسويق لوجوه وأفكار كريهة ومريضة بالمظاهر الكاذبة.

لو قدر لمن يسمون بالصحافيين الاهتمام بأحوال المهنة وبعض من يمارسونها أو يعتمون على من يرغب في ممارستها بنزاهة، لاتضحت لهم أمور غريبة وغير واقعية، وهذا هو المطلوب من الذين يحتكرون الفعل الاعلامي بدل اهتمامهم بالمؤامرات وجمع الأموال القذرة والمساهمة في مظاهر الفساد.

لا أرى أية مناسبة للإشارة الى الصحافيين بإذاعة طنجة، أعتقد أن الاشارة هى خارج السياق الذي نحن بصدده. لهذا أسجل أن هذه الاشارة هى احتقار لكل من مر من اذاعة طنجة وهم كثيرون، رحم الله بعضهم ولا زال البعض الآخر يعاني.

لا أفهم كيف يطالبني أحدهم بأنانية مفرطة أن أتنحي بدعوى ترك المشعل لجيل جديد، فهل بدا له أنني أحارب هذا الجيل؟ وهل بدا له أنني لا أستحق البقاء حيا بأفكاري ومساهماتي ومعاركي التي أخوضها أساسا من أجل هذا الجيل الجديد لتحصينه من الانتهازيين والمفسدين؟.

 لن أتجاوز أو أتغافل عن محاولة قتلي معنويا بهذا المبرر السخيف. انها المرة الأولى التي أسمع فيها صوتا يطالب برحيلي في وقت لم يسجل على اقتراف أية جريمة من الجرائم المعنوية التي يركب عليها البعض. بهذا المنطق، لا نستغرب أن نصحوا غدا على وقع شاحنة الأزبال تمر على منازل الاعلاميين الكبار لجمعهم كالقمامة لإرضاء بعض المرضى النفسانيين والانتهازيين الذين يريدون أن تخلى لهم الساحة لمتابعة جرائمهم. انها سابقة خطيرة جدا هذه التي اقترحها علي أحدهم بالرحيل واخلاء الطريق بمزاعم ما أنزل الله بها من سلطان.

لقد حاولت مرارا افهام البعض والتفسير بشتى الوسائل منذ سنوات، بأنه لو كانت هناك النية الحسنة والأشخاص المناسبين، لكان قد تم القيام بمجهود في هذا الأمر ولما تطاول بعض (الأطفال والمراهقين) على أفكارنا وتصوراتنا التي نقدمها خدمة لهم ولمستقبلهم ومساهمة منا في تنظيف هذه المهنة من الأفكار والأشخاص المنحرفين.

بعض الأشخاص المحسوبين على الصحافة المحلية، الجهوية والوطنية، أصبحوا معولا للهدم بدل أن يكونوا أداة للبناء، وهذا ما نحاول التصدي له، لكن اولئك (الأطفال والمراهقين وصبيان الصحافة) يتصدون لنا كأننا نجري وراء ثروات يخافون أن تهرب من بين أيديهم، وهى ثروات بأشكال مختلفة أربأ بنفسي الاقتراب منها أو افساد عذريتي بالسعى ورائها. 

Comentarios