اختراق التفكير الصهيوني للمغرب بقلم: المختـــار الغربـــي




أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع: "سنرى ما اذا كان هذا الرجل هو من يتحكم في القوانين أو أن للمغرب سيادته ومؤسساته"

يعتبر الكاتب اليهودي المغربي "جاكوب كوهين" المقيم بفرنسا، كواحد من اليهود القلائل في العالم الحاملين للواء المعارك المتواصلة ضد الصهيونية والدفاع عن الفلسطينيين وقضيتهم. وهو بذلك يصنف كواحد من حكماء اليهود ذوو المبادئ المثلى التي يعانون بسبب حملها والتشبت بها وفضح كل المواقف الاجرامية الداعمة للصهيونية الدولية والمجازر التي تقترفها   في فلسطين المحتلة. 
وكيهودي مغربي فهو واحد من المراجع القليلة في العالم في الشأن المغربي المتعلق باليهود المغاربة ومواقفهم وتصرفاتهم ومرجعيتهم المنحرفة اتجاه الفلسطينيين وحقوقهم.
من المعروف عن يهود المغرب دعمهم للاحتلال الصهيوني لفلسطين وعدوانيتهم اتجاه الحقوق الفلسطينية وارتباطهم الوثيق برموز الاحتلال وخدمتهم لأجندته والتشبت بسياساته العدوانية والاجرامية ضد الفلسطينيين.
 كل هذا وغيره معروف، وفي شأنه وبسببه لا تكون لهم أية ردود فعل اتجاه ما يقع في فلسطين المحتلة وما تقوم به سلطات الاحتلال اتجاه الفلسطينيين وتخريب منشآتهم وأراضيهم واحتلالها وذبح أطفالهم ونسائهم وعجائزهم. لكن، يتألمون ويثورون اذا لحق أى أذى بجنود الاحتلال ويدافعون عن الجرائم التي يقومون بها ويدعمون كل سياسات الاحتلال على جميع المستويات.
يهود المغرب لا يخفون مواقفهم المنحرفة والعدوانية اتجاه الشأن الفلسطيني. لكن، السيئ، الغريب والخطير هو الاعلان عنها متى سنحت الفرصة لهم في تحد واضح وفاضح للشعب المغربي الذي يعرف عنه اجماعه الوطني على القضية الفلسطينية كإجماعه على قضية الوحدة الترابية. قضيتان مقدستان متلازمتان في ايمان المغاربة بقضاياهم الحيوية والمصيرية.
لهذا السبب قدمت خمسة أحزاب مغربية مشروع قانون مناهضة التطبيع مع الاحتلال الصهيوني لفلسطين، بمعنى تجريم هذا التطبيع. وبسبب هذا المشروع ظهر من بين يهود المغرب من تجرأ حتى على اقحام الملك في هذا الموضوع.
 في هذا الصدد، نشرت جريدة صهيونية تصريحا لرئيس مجلس الطوائف اليهودية في مدينتى مراكش والصويرة يقول فيه: (ليس لهذا المشروع أى فرصة للوصول الى البرلمان، لأن الملك لن يسمح بذلك). هكذا، بكل عجرفة وغطرسة وخسة ودناءة. انه كلام خطير جدا ولا يمكن أن يصدر إلا من شخص يعتقد أنه فوق الارادة الشعبية للمغاربة ويتحدى مشاعرهم، والأخطر أنه يوحي ويلمح بأن ملك المغرب مع التطبيع والجرائم الصهيونية ولا يسمح باتخاذ موقف ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
لو صدر مثل هذا التصريح من مغربي غير يهودي، متضمنا اسم الملك في قضية حساسة مثل هذه، لتعرض لموقف صعب جدا ولتجندت ضده أقلام وأقلام ضدا على توافق مختلف الأطراف السياسية، فقط لأن صاحب التصريح يهودي مغربي، رغم أن مسألة التطبيع مع الاحتلال الصهيوني تعتبر خطا أحمرا لجميع المغاربة ولا يمكن تجاوزه.

لهذا قال أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع: "سنرى ما اذا كان هذا الرجل هو من يتحكم في القوانين أو أن للمغرب سيادته ومؤسساته". 

Comentarios