حديث العقل وجهة نظر: جماعة العدل والاحسان والآخرون بقلم: المختـــار الغربـــي



لا أشاطر كل ما تبني عليه جماعة العدل والاحسان خطابها، لكنني أومن بأن ما يقع فيه الخلاف معها قابل للمناقشة، كما أومن بأنه هناك سوء فهم لبعض مواقفها.
جماعة العدل والاحسان، كأى جماعة اصلاحية تواجه التعنت، تتحرك وتحدد مواقفها بحسب درجة ذلك التعنت، لكن الأساس الفكري يبقى قابلا للاستيعاب، باستثناء بعض محدداته التي يقع حولها الاجماع من خارجها.
يجب التأكيد والاعتراف بأن الجماعة واعية بالهيكل الاجتماعي والعقائدي والقيمي للمغاربة. أنصار الجماعة يؤمنون بالسلمية والمواقف المتعقلة ويمجون العنف وارتكاب الأضرار والمفاسد. اضافة الى كونهم متشبتون بوطنيتهم كمغاربة. لا ينظرون بعين الرضى الى مظاهر الظلم والاستبداد، وهذا هو حال وموقف كل المغاربة. هل هناك عاقل اليوم في المغرب يقبل بالظلم؟ هل هناك مغربي واحد يقبل بالاستبداد؟
هناك حقائق بيضاء وأخرى سوداء يتم التعتيم عليها في قضية علاقة الجماعة مع الدولة. الجماعة لم تتآمر ضد الدولة ولا ضد رموزها السيادية، لم ترفع سلاحا ولا عقدت اجتماعات سرية للتخطيط للإطاحة بالنظام ولا تحالفت مع قوى أجنبية ضد بلدها، ولا قبضت أموالا منها لزعزعة استقراره ولا هرب رموزها للاحتماء بالأجنبي، رموزها تعرضوا للحصار والاذلال والمضايقة، ولم تقترف أمورا أخرى كثيرة قام بها غيرها.
في المقابل، قامت جماعات وأفراد بمؤامرات دموية ضد الدولة ورموزها السيادية، عقدوا اجتماعات سرية للتخطيط لقلب النظام، رفعوا السلاح واستعملوه وتحالفوا مع عدة جهات أجنبية وقبضوا أموالا لزعزعة استقرار المغرب والاطاحة برموزه، التجأوا اليها واحتموا بها وواصلوا مؤامراتهم، وبعدها كوفئوا بالمناصب والامتيازات والتعويضات، وهم الآن يعيشون بأمان واطمئنان.
هذا غيض من فيض في الموقفين معا.
ونصل الى قضية أخرى أخطر من قضية الجماعة. الآن توجد بيننا جماعات انفصالية تؤمر بأوامر أعداء الوطن، من الجزائر وعصابات البوليزاريو، بعضهم جاء من تندوف بعد أن تدربوا على التخريب وبعضهم قام بذبح مغاربة كانوا يقومون بواجبهم وبعضهم لا زال يروج للأطروحات الانفصالية، لكننا لا نردعهم، بل قمنا بالترخيص لهم وهم على حالهم بنفس الأفكار والمواقف الانفصالية المتطرفة. هذه أمور لم يسبق لمناصرى الجماعة أن قاموا بها، ولا شككوا في الوحدة الترابية لوطنهم.
اضافة الى نظافة ذمتهم.
تبقى الاشارة الى أنه في المشهد السياسي المغربي، ورغم بعض التناقضات، فان جماعة العدل والاحسان تبقى الأقرب الى حزب العدالة والتنمية، والاثنان معا على النقيض من كل الأحزاب المغربية الموسومة بالتلوث وفساد الذمم والغموض في مواقفها واتجاهاتها واديولوجيتها المنافقة والانتهازية. 

Comentarios