السقوط المريع للإنسانية وحضارتها تأملات وانطباعات من وحى السقوط المختــــار الغربـــي




في بعض الحالات، وعلى مدى أيام أكون غائبا وحاضرا، أتابع من يعبرون بواقعية وعقل ورزانة ومنطق سليم، ومن تتقطع بهم أسباب الرزانة والتعقل والحكمة، تائهين لا يعلمون، بل لا يعرفون ماذا يفعلون ولا كيف يعبرون. أقبل عن مضض كل هذه التناقضات لأن الناس ليسوا سواسية في طبائعهم ومعارفهم وأمزجتهم وتفاعلهم مع الآخرين وفي محيطهم. أقدر الدوافع والميولات، لكني أرفض التفاهات وخواء العقل، فبه نحن بشر ومختلفون عن البهائم، وبه نحن مكرمون ربانيا. "فانه لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".
لا يضيرني في شيئ الاعتراف بهمومي العقلية والفكرية والعاطفية، أما الشخصية فرب الناس أعلم بها واليه نهفو وعليه نتوكل. لأيام أكون مشغولا ومهموما بأمور بلدي وأمتي وديني.  أفكر وأتأمل وأقلب الأمور على وجوهها المختلفة والمتناقضة والمتضاربة. وأقول الحق أن همومي زادت وربت وتعمقت بسبب انسداد آفاق المعافاة وغلبة واقع التشاؤم.
بدون ترتيب ولا خطاطة وجدت نفسي منغمسا في ظواهر تجعلنا أقرب الى الجاهلية والجهل والأمراض النفسية والحمق والضياع والتيهان. عالمنا مريض بمرض من يتحكمون في شؤونه وقضاياه البسيطة والمعقدة في آن، لكن عن قصد واصرار وترصد يجعلون منه صعب التحمل.
التطرف هو السمة الأساسية لهذا القرن، التطرف ليس هو جرائم داعش والجهاديين واليهود الصهاينة والمؤامرات الدولية والسياسة الدولية المنحرفة. التطرف وأمراض العالم وفوضاه هو الاستبداد وقهر الناس والفقر والجهل وانتفاء الايمان بقداسة حرية الناس الذين تنتهك حقوقهم وتخنق ارادتهم في الكرامة. التطرف هو الصفات الفاسدة للحكام الذين يدفعون الناس الى الاقصاء وتعميق الفوارق بينهم والتجارب المخطط لها بنية مبيتة لنشر الأمية وقتل أسباب التفكير الحر. التطرف هو استعمال الدين لتمييع السياسة الرشيدة والحكامة النيرة. التطرف هو تغليب الهواجس الأمنية والمخابراتية بهدف مراقبة عقول الناس ومحاصرة مطالبهم المشروعة.
تلك كلها مجتمعة ومنفردة وغيرها هى أسباب التطرف.
على مدى أيام أكون أفكر وأتأمل في جرائم اليهود الصهاينة والسياسات العمياء لدول الغرب المسيحي وخسة ونذالة حكامه ومن والاهم ويساعدهم ويدعمهم من ملوك وأمراء ورؤساء العرب والمسلمين. أفكر وأتأمل في مأساة فلسطين وأحوال الأمة العربية والاسلامية التي تزداد سوءا وتدهورا.  أفكر في بلدي ومن يحكمه وكيف يحكمونه والمؤامرات التي تحاك ضد المغاربة من طرف الجميع، الحكام والسياسيين الموالون والمعارضون ورجال الأعمال والأثرياء ورؤساء الجماعات والجهات.  أفكر في كيفية استعمال الوسائل الهمجية والمنحطة لإقصاء العقل والعفة والفضيلة والنصيحة الدينية في مباشرة قضايا وهموم الناس.
 أفكر في وفي وفي.........
ربنا لا تؤاخدنا بما فعله ويفعله السفهاء منا.

Comentarios